إلى الإعلام والرأي العام!
في الهجوم الذي نفذه جيش الاحتلال التركي على منطقة حفتانين في 29 تشرين الأول من عام 2024، استشهد كل من القيادي آخين جودي ورفاقه دلوفان وزوزان وآفزم، نستذكر رفاقنا الشهداء بكل تقدير وامتنان، ونجدد عهدنا بأن نكون أوفياء لذكراهم.
ولدت رفيقتنا آخين في بوطان، ومثلت الجمال والمقاومة والأصالة والوجود في شخصيتها من خلال العمل، تعرفت على مقاتلي الكريلا في صغرها ورأت أن هدفها الرئيسي الذي يجب ان تصل إليه هو أن تصبح مقاتلة في صفوف الكريلا، في كل لحظة من حياتها أجرت بحثها عن الكريلا وطبقت الحياة الجبلية وفلسفة القائد آبو بكل قوة، تعرّفت على ذاتها ضمن صفوف الكريلا وناضلت من اجل خلق هوية المرأة الحرة في شخصيتها في جبال كردستان.
بنضالها أصبحت مناضلة مثالية وقيادية رائدة، قررت في كل لحظة من لحظات النضال أن تتطور بجهودها، من قيادة الفريق وحتى قيادة الإيالة، بهذا أصبحت مناضلة صادقة ونقية في قيادة حزب العمال الكردستاني، الرفيقة آخين قامت بمهمتها القيادية ضمن وحجات المرأة الحرة على أكمل وجه في جميع الميادين التي عملت فيها، ورأت أن ولائها للقائد آبو وللشهداء ولرفاقها أهم من كل شيء، ناضلت بفدائية تامة، وتركت أثاراً لا تنسى في تاريخ المرأة وشعبنا، وكرفاقها، سوف نناضل على خطى رفيقتنا آخين، ننحني أمام ذكراها بكل احترام وتقدير.
رفيقنا دلوفان تلقى وطنية ومقاومة آمد سريعاً وأصبح ثائراً قوياً، وجعل من المعنى العميق لتعلقه بالقضية، أساساً لحياته النضالية، ولذلك أصبح رفيقنا مناضل آبوجي بطبيعته ووعده وواقعه، منذ انضمامه لصفوف الكريلا، أصبح قدوة لجميع رفاقه بهدوئه وانضمامه الصادق والنقي وتواضعه، لم يفقد رفيقنا دلوفان ثقة رفاقه به وكان في المقدمة في كافة ميادين النضال من خلال عمله وتضحيته، واحتل مكانه في تاريخنا النضالي كمناضل أكثر نقاءً ضمن حزب العمال الكردستاني.
رفيقتنا زوزان اعتبرت أن هدفها الوحيد هو الوصول إلى جبال كردستان وبعد ان انضمت شقيقتها الكبرى سما مارينوس ـ وحيدة كورت إلى صفوف الكريلا، توجه بحجة وتصميم وحب الحرية إلى جبال كردستان، واختارت منذ أول يوم من انضمامها النهج الفدائي للمقاتل الآبوجي، واتخذت القيادية الفدائية زيلان ـ زينب كيناجي قدوةً لها، رفيقتنا زوزان كانت في المقدمة في لحظة من حياتها النضالية من خلال مشاركتها وموقفها النضالي، بالرغم من قيامها بعمليات في العديد من الساحات بروح التضحية بالنفس في النضال ضد العدو الذي كان يسعى لإبادة شعبنا، لم تتخلى أبداً عن تواضعها وأظهرت أنها مدينة لشعبنا، بخصائصها هذه، أصبحت رفيقتنا زوزان ذات موقف ثوري الذي يجب على كل شباب كردستان أن يتخذوه قدوة لهم، استنارت رفيقتنا بموقفها بالسير على حرية المرأة وبالفلسفة الآبوجية، أصبحت رفيقتنا زوزان القدوة الأكثر نقاءً لحقيقة المرأة الكردية الحرة وإحدى المناضلات المختارة في حزبنا حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية.
انضمت رفيقتنا آفزم من شرناخ قلب مدينة بوطان إلى صفوف الكريلا في واحدة من أصعب مراحل نضالنا وأرادت أن تفي بمسؤولياتها تجاه شعبنا، قيمت هذه العملية كبداية لحياة جديدة وولادة جديدة، عندها أدركت أن النظام الرأسمالي يحوّل المرأة إلى سلعة، ولذلك أصبحت أكثر التزاماً بالنضال من أجل حرية المرأة، بفضل روحها النضالية، أصبحت مقاتلة في وحدات المرأة الحرة (YJA Star) والتي كان جميع رفاقها ينظرون إليها كقدوة لهم، خلال مرحلة مقاومة الإدارة الذاتية، أدركت حقيقة العدو وأن العديد من رفاقها استشهدوا في هذه العملية، لقد جعلت رفيقتنا آفزم الانتقام لرفاقها هدفها، وفي حياتها النضالية كلها، سعت لتحقيق هذا الهدف وخاضت حرب لا مثيل لها.
كرفاقهم، نقدم عزاءنا الحار لعوائل رفاقنا الشهداء آخين ودلوفان وزوزان وآفزم كما نعزي شعبنا الكردستاني الوطني ونجدد عهدنا أن نرفع راية شهداء الثورة بمسؤولية عالية حتى تحقيق النصر ونصبح لائقين بهم.
المعلومات المفصلة حول سجل رفاقنا الشهداء:
|
الاسم الحركي: آخين جودي الاسم والكنية: حليمة كايا مكان الولادة: شرناخ اسم الأم والأب: بسنة ـ محمود مكان وتاريخ الاستشهاد: 29 تشرين الأول 2024 / حفتانين |
وحدة الشهيدة آخين موش جودي – حليمة كايا
|
الاسم الحركي: دلوفان آفزم الاسم والكنية: محمد إينان مينتاش مكان الولادة: آمــد اسم الأم والأب: حليمة ـ عادل مكان وتاريخ الاستشهاد: 29 تشرين الأول 2024 / حفتانين |
دلوفان آفزم – محمد إينان مينتاش
|
الاسم الحركي: زوزان روكن الاسم والكنية: جيدم كورت مكان الولادة: جولميرك اسم الأم والأب: فيروز ـ سليمان مكان وتاريخ الاستشهاد: 29 تشرين الأول 2024 / حفتانين |
زوزان روكن – جيدم كورت
|
الاسم الحركي: آفزم جودي الاسم والكنية: عزيمة كابل مكان الولادة: شرناخ اسم الأم والأب: فيروز ـ شيخموس مكان وتاريخ الاستشهاد: 29 تشرين الأول 2024 / حفتانين |
آفزم جودي – عزيمة كابل
آخين جودي
ولدت قياديتنا العزيزة آخين جودي في قرية شويت في قلابان في بوطان في كنف عائلة تعود بأصلها لعشيرة غويي، لعبت بوطان التي تُعرف بوطنيتها وموقفها ضد العدو دور القيادة لانبعاث الشعب الكردي، تعرفت عائلة الرفيقة آخين أيضاً مثل العديد من العوائل في بوطان في نهاية الثمانيات على حزبنا حزب العمال الكردستاني، خطت كريلا حرية كردستان خطوات تاريخية وانتشرت في هذه المرحلة من بوطان لعموم شمال كردستان، وبدأ الانضمام الأول من العائلة في مرحلة كهذه ضمن صفوف الكريلا، حيث انضم رفيقنا جودي عام 1989- رمضان كايا الشقيق الأكبر للرفيقة آخين لصفوف الكريلا وبدأ بتقليد النضال، وانضم فيما بعد العديد من عائلة والمحيط القريب من أقارب رفيقتنا آخين لصفوف الكريلا وأصبحوا سائرين على خطى رفيقنا جودي، اجتمعت الكريلا في البداية في بوطان وفي عموم شمال كردستان مع الشعب واستمد شعبنا القوة من الكريلا وقام بانتفاضات، الأمر الذي بثّ خوف كبير لدى العدو، ولهذا السبب نفذّ ممارسات لا إنسانية لفصل الشعب والكريلا عن بعضهما البعض، وحرق آلاف القرى ضمن إطار خطط القضاء على الكرد في كردستان، وكانت شويت إحدى تلك القرى التي قام العدو بإحراقها ما أجبر أهالي شويت بترجيح طريق الهجرة لحماية كرامتهم، كانت الرفيقة آخين طفلة في هذه المرحلة وتعرفت هنا في البداية على حقيقة العدو، وكانت رفيقتنا آخين ذات غضب كبير ضد العدو الذي كان يحاول فصل شعبنا عن أرضه، وجعله دون جذور وهوية، لم تنسى أبداً حياتها الطبيعية في القرية ولا تهجيرهم منها، وكانت دائماً على أمل وذات خيال للعودة لمجالات الحياة الطبيعية، وجعلت في الوقت ذاته محاولة العدو هذه سبباً للنضال، وتعرفت رفيقتنا آخين في هذه المرحلة على الكريلا، حيث قدمت الكريلا خلال هجرتهم المساعدة لهم، لم تنسى أبداً رفيقتنا آخين جهد وتضحية الكريلا من أجلهم، وخاصة عندما كانوا يبقون في الجبال، إذ حشدت الكريلا جميع مواردها لهم وضمان سلامتهم، لقد بقت ذكرياتهم مع الكريلا خالدة دائماً في ذاكرة الرفيقة آخين.
فيما بعد ومثل الآلاف من عوائلنا الذين اتبعوا نضال الحياة في أماكن مختلفة بقيت رفيقتنا آخين وعائلتها في مخيم اللاجئين في مخمور، ورجّحوا مثل شعبنا هنا حيث لم يتخلوا بالرغم من الصعوبات عن هويتهم السياسية حياة كريمة، بدأت رفيقتنا آخين بعد التمركز في مخمور بالذهاب إلى المدرسة واكتسبت فرصة التعلم بلغة الأم هنا، وناضلت كفرد من شعبنا بالرغم من كافة الصعوبات وأسست حياة حرة، وساندت بجهد وكفاح كبيرين المبادئ التي تأسست، كانت الذكريات التي عاشتها الرفيقة آخين مع الكريلا خالدة دائماً في ذاكرتها واستذكرتها دائماً وكانت تنتظر دون صبر اليوم التي ستنضم فيها لصفوف الكريلا.
ومهما كان استشهاد شقيقها الأكبر جودي – رمضان كايا عام 1998 في قلب بوطان في بستا صعباً على رفيقتنا آخين وعائلتها إلا إنها جعلت استشهاد شقيقها جودي سبباً لتصعيد نضالها، كانت تعرف رفيقتنا إنه يجب تصعيد نضالهم من أجل الولاء للشهداء وكانت على علم إنه يمكن تحقيق ذلك فقط من خلال الانضمام إلى صفوف الكريلا، وأصبحت المؤامرة الدولية التي نُفذت عام 1999 ضد قائدنا نقطة تحوّل لرفيقتنا آخين مثلما أصبحت ذلك للآلاف من الشبيبة الكردية، لقد كانت هذه المؤامرة استمراراً لسياسات الإبادة الجماعية التي كانت تُنفذ بحق شعبنا، وشاركت رفيقتنا في صفوف النضال ضد هذه المؤامرة، وتمركزت لفترة ضمن نشاطات الشبيبة الثورية وانضمت لصفوف الكريلا فيما بعد لتصّعد نضالها أكثر، واتجهت برفقة الشهيدة شيلان غويي إلى جبال كردستان، وعبرتا عن لقائهما الثاني مع الكريلا على إنها أكثر اللحظات قيّمةً في حياتهما.
حققت رفيقتنا آخين التي تعودت خلال فترة وجيزة على حياة الكريلا تطورات مهمة في شخصيتها، وطورت نفسها من خلال التدريبات التي تلقتها من الناحية العسكرية والإيديولوجية واكتسبت بمحاولاتها هذه حب واحترام جميع رفاقها، وتأثرت كثيراً برفاقية الكريلا، وعند رؤيتها هذه الرفاقية وعاشتها بشكل مباشر في حياتها أصبح ارتباطها وتصميمها أقوى، حيث أثرت هذه بشكل خاص على علاقات الرفيقات والرفاق المبنية على مبادئ الحرية على رفيقتنا آخين، وأرادت رفيقتنا منذ لحظاتها الأولى من الانضمام تجسيد مبادئ الحرية هذه في شخصيتها وفهم فلسفة حرية المرأة وجعلها حيوية، وأكدت رفيقتنا إن هدفها الأكبر ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني هو أن يصبح الفرد ذي حياة ذات معنى، كانت تعلم إنه يجب أن تبذل المزيد من الجهد والنضال لتحقيق هذا الهدف، وفهمت إن تحقيق حياة ذات معنى ممكنة من خلال التدريب الذاتي المستمر والتعمق في فلسفة القائد، ولم ترجّح أبداً حياة عادية مؤكدة إنه يجب عيش حياة حرة فقط، واكتسبت رفيقتنا آخين القوة من تحليلات القائد والمعنويات العلاقات الرفاقية لتحقق هدفها هذه، كما وبذلت جهداً عظيماً لتعمق رحلتها نحو الحقيقة ومشاركتها مع جميع رفاقها، أصبحت رفيقتنا آخين بالتدريبات التي تلقتها أكثر قوة وشعرت بانها مستعدة للنشاط العملي، وأرادت دائماً الذهاب إلى الساحات النضالية الأكثر صعوبة، لذا فكرت إنه يمكن بهذا مساندة كفاح رفاقها وتجعل مسيرتها الثورية أقوى، ناضلت رفيقتنا حتى عام 2006 في مناطق قنديل، خاكورك وزاغروس، وكانت هذه المرحلة بمثابة مرحلة من الإتقان العسكري والإيديولوجي، وأصبحت محترفة في كافة تفاصيل حياة الكريلا وتكتيكات الحرب، وأظهرت مشاركة قوية في هذا المجال، وتمركزت بنجاح في مختلف المجالات، وأدت بمشاركتها المخلصة وذهنيتها المنفتحة على التطور، مهمات في مختلف مجالات النضال، وتوجت مهماتها بالنجاح، والتحقت في أكاديمية ساكينة جانسز في حزب العمال الكردستاني بالتدريب، وقيّمت رفيقتنا آخين خلال مرحلة التدريب نشاطها العملي على مدار العشرة أعوام، واكتسبت تجربة مهمة، وحاولت بأبحاث الحياة أن تصبح جديرة بروح وفلسفة الحرية للقائد آبو، وتساءلت دائماً عن شخصيتها وأسست نفسها لحظة بلحظة، وأحيت روح الحرية لحزب العمال الكردستاني في شخصيتها ووسعت نضالها، وعززت إصرارها من أجل تنفيذ المهمات الثورية، وأرادت الذهاب إلى ساحة بوطان مسقط رأسها في شمال كردستان خلال المرحلة التي كانت تُتبع فيها استراتيجية حرب الشعب الثورية، من أجل كسر هجمات العدو التي كانت تستهدف وجود شعبنا، وأصرت في العديد من المرات في رغبتها هذا، ولكن تم تسليمها مهمة في منطقة حفتانين لوصولها لمستوى عالٍ من الناحية الفكرية، العسكرية والتنظيمية، حيث حشدت رفيقتنا آخين التي انشغلت هنا بتدريب رفاقها جميع خبراتها العسكرية والفكرية في سبيل تطوير رفاقها، وبذلت جهد عظيم من أجل مساندة كل رفاقها وذلك بهدف تعزيزهم في كافة المجالات، كما عملت على تطوير رفاقها من الناحية الفكرية لتحرر المرأة وتحقيق حياة حرة ذات معنى، وقامت رفيقتنا آخين بواجبها الرفاقي من خلال بحثها ونضالها من أجل هذه اللحظة.
بقت رفيقتنا آخين حتى عام 2015 في منطقة حفتانين وحارب الرفاق الذين دربتهم رفيقتنا آخين ببسالة ضد الدولة التركية ومرتزقة داعش، ولعبت دوراً بارزاً بعد ازدياد هجمات العدو على مناطق الدفاع المشروع واتجهت إلى منطقة خاكورك، جيلو وآفاشين حيث كان الحرب على أشدها، وقدمت في هذه المناطق مشاركة مهمة في تطوير المقاومة التاريخية، ولعبت مهمات القيادة على مختلف المستويات في هذه المناطق، واكتسبت بفضل علاقاتها الرفاقية القوية مكانة لا يمكن نسيانها في قلوب جميع رفاقها، وخاصةً حين دخلت لحياة رفاقها في آفاشين وطبقت مفهوم القيادة في حزب العمال الكردستاني، وطورت في هذا الإطار وبالرغم من كافة الهجمات اللا إنسانية التي شنها العدو مقاومة عظيمة في خط الفدائية في منطقة آفاشين، كانت رفيقتنا آخين خلال مرحلة ما بعد عام 2021 حيث حملت مهمة القيادة على عاتقها في مناطق الدفاع المشروع في خضم أبحاث ودراسات مهمة في خط تكتيكات حرب كريلا العصر الحديث، وكانت مؤمنة إنه بإمكان كريلا الحرية الآبوجية أن تبدي بتكتيكات وأساليب ثرية مقاومة عظيمة ضد كافة إمكانات العدو، واقترحت الذهاب إلى منطقة حفتانين لتطبيق المستوى البحثي التي اكتسبتها بشكل أفضل، ورأت الحاجة للعودة إلى حفتانين حيث ناضلت لمدة طويلة وشاركت الكثير من الذكريات التي لا يمكن نسيانها مع رفاقها الأعزاء، بهدف توسيع النضال والانتقام لرفاقها الشهداء، وأصبحت ذات نشاط وفق هذا الادعاء ولعبت دوراً مهماً في العديد من العمليات التي تم تنفيذها ضد العدو في حفتانين، وحققت رفيقتنا آخين بهذا الشكل نتائج أبحاثها حول كريلا العصر الحديث التي أوصلت في 29 تشرين الأول 2024 بمقاومة فدائية ضد هجمات العدو نضالها للقمة.
أصبحت رفيقتنا بموقفها إحدى أبرز نماذج القيادة الفدائية في العصر الحديث، ونؤكد من جهتنا بأننا سنتخذ دائماً نضال رفيقتنا آخين كقدوة لنا ونعاهد بأننا سنتوج روح الحرية لحزب العمال الكردستاني التي مثلتها رفيقتنا آخين بالنصر.\
دلوفان آفزم
وُلد رفيقنا دلوفان في منطقة باسور في آمد، في كنف عائلة وطنيه معروفة بإخلاصها والتزامها للقيم الكردية، وقد أصبحت هدفاً للعدو بسبب الالتزام الثابت لعائلة رفيقنا بنضالنا من أجل الحرية وواجباتها الوطنية، ففي عام 1993، اُغتيل والده عادل منتاش، وهو مناضل عزيز وقدير، على يد العدو واستشهد، واضطر رفيقنا دلوفان أن ينشأ بدون أب منذ صغره، الأمر الذي أجج مشاعر الانتقام في شخصيته، ومثل كل طفل كردي يعيش في آمد، كان رفيقنا الذي عرف العدو من المجازر التي ارتكبها والقمع والتعذيب الذي مارسه ضد شعبنا، حيث كان متعاطفاً بشكل كبير مع مقاتلي كردستان الذين يحمون كرامة شعبنا في مواجهة، ولهذا السبب، كان يحلم بالانضمام في يوم من الأيام إلى صفوف الكريلا عندما يكبر مع ابن عمه الذي نشأ معه في صفوف الكريلا، وأصبح رفيقنا الذي كان يرد على هجمات العدو بتطوير وعيه بالكرديتية، مدركاً لسياسات العدو، رغم أنه درس في مدارس النظام لفترة قصيرة من الزمن، وحاول رفيقنا الذي شعر بغضب شديد تجاه الشخصيات المتعاونة مع العدو، بذل جهوداً بصبر وعناد لإفهام هذه الشخصيات حقيقة العدو، وتعرّف رفيقنا الذي عمل في العديد من الأعمال للمساهمة في إعالة أسرته منذ شبابه، على ظاهرة الكدح عن قرب في هذه المرحلة، وحوّل رفيقنا الذي كان على دراية بقدسية الكدح، الكدح إلى أسلوب للحياة، وحاول رفيقنا أن يشرح للمجتمع بأكمله سياسة الإنكار والتدمير التي ينتهجها العدو ضد شعبنا في مدن تركيا، وفي هذه المرحلة، أراد أن يوضح حقيقتنا وشرعية نضالنا.
ولم ينجح رفيقنا دلوفان، الذي أراد أن يحقق حلم طفولته بالانضمام إلى صفوف الكريلا مع ازدياد حدة هجمات العدو يومًا بعد يوم، في محاولته الأولى في العام 2009، ومع ذلك، استمر في مواصلة بحثه وجهوده، وفي وقت لاحق، انضم ابن عمه الرفيق عكيد - محمود منتاش، إلى صفوف الكريلا في عام 2010 وارتقى إلى مرتبة الشهادة في عملية مركز شرطة أنكول في عام 2012، مما شكل أثراً كبيراً على رفيق دربنا، وبعد هذه العملية، قام رفيقنا دلوفان الذي كثف بحثه للوفاء بوعده والانتقام لرفيقنا الشهيد عكيد، بتحويل وجهته إلى جبال كردستان في عام 2013 والانضمام إلى صفوف الكريلا.
وقد تلقى رفيقنا دلوفان الذي شارك في الأنشطة في منطقة آمد لفترة من الزمن، أول تدريب له على حياة الكريلا والجبل هنا، وقد أحدث رفيقنا الذي استفاد من الخبرات العسكرية والتنظيمية لرفاقه في ساحة آمد، تغييرات كبيرة في شخصيته خلال فترة وجيزة، فمع التدريبات التي تلقاها، حوّل مشاركته العاطفية إلى مشاركة أكثر وعياً، وبعد مكوثه في منطقة آمد لفترة من الزمن، انتقل رفيقنا إلى مناطق الدفاع المشروع لتلقي التدريبات على المستوى الأكاديمي، وقد تلقى أول تدريب له في منطقة حفتانين، وعمل رفيقنا على تطوير نفسه في فنون وتكتيكات حرب الكريلا بالتدريب الذي تلقاه، وأصبح قدوة لجميع رفاقه بمواقفه الناضجة في الحياة، وانتقل رفيقنا دلوفان، الذي أعطى الثقة لجميع رفاقه بمشاركته الصادقة والمخلصة وشخصيته النقية، إلى بعض الأنشطة الهامة والاستراتيجية بعد أن أنهى تدريباته، وواصل رفيقنا نضاله في منطقة حفتانين، حيث أُتيحت له الفرصة لخوض الأنشطة في العديد من المجالات هنا.
واكتسب رفيقنا دلوفان، الذي ساهم بشكل كبير في تطوير المقاومة في منطقة حفتانين ضد هجمات العدو على مناطق الدفاع المشروع منذ عام 2015، احترام جميع رفاقه بشخصيته المثابرة ومشاركته الفدائية، وأخذ رفيقنا على عاتقه تولي أصعب المهام دون تردد وبحذر شديدة وشجاعة كبيرة، متخذاً من أسلوب الروح الفدائية أساساً دائماً، كما قام رفيقنا دلوفان بالمشاركة في الكثير من الأنشطة، وبات يتمتع بخبرة مهمة، وتمكن من إتقان العديد من أساليب وتقنيات حرب الكريلا خلال هذه المرحلة، وعمل على تدريب رفاق دربه، وهكذا، قام بواجبه الرفاقي دون تقصير من خلال المساهمة في تطوير جميع الرفاق الذين ناضل معهم.
وعمل رفيقنا دلوفان الذي كان موقفه في الحياة متواضعاً وناضجاً إلى أبعد الحدود، على تثقيف نفسه بفلسفة القائد، وجعل من هذه الخصائص الجميلة أساساً للنضال الآبوجي، وعلى الرغم من أنه لم يتلق تدريبات أكاديمية لفترة طويلة، إلا أن رفيقنا دلوفان كان منخرطاً في خضم تركيز دائم واستمد القوة من رفاقه الشهداء، وعلى هذا الأساس تعمّق في الجانب الأيديولوجي، وساهم رفيقنا الذي لطالما أراد أن يكون في الصفوف الأمامية في مواجهة هجوم العدو على منطقة حفتانين منذ عام 2019، في تعزيز مقاومة رفاقه عندما لم يتم قبول اقتراحه، وأصبح أكثر انخراطاً في الساحة والأنشطة التي شارك فيها، وقد شكل الأثّر أيضاً على رفاقه من حوله بأسلوبه في المشاركة الدؤوبة، وبرز رفيقنا بجهده وشارك في المقاومة ضد هجمات الاحتلال على حفتانين، وقد منح رفيقنا دلوفان بموقفه الشجاع والحازم القوة والمعنويات لجميع رفاقه، وكان رفيقنا دلوفان الذي كان يهدف إلى الثأر لجميع شهدائنا، وخاصة رفيقنا الشهيد عكيد - محمود منتاش، بكل ضربة كان يوجهها للعدو، حيث كان سعيداً بتحقيق هذا الهدف، وأُتيحت له فرصة خوض النضال في منطقة حفتانين مع العديد من القادة والرفاق الأعزاء، ولاسيما الشهيد باركران أركندي، والشهيد هجار زوزان، والشهيدة زلال سيديم، والشهيد رستم سري كانيه والشهيد أسمر دفريم زردشت، وقد تأثر للغاية باستشهاد هؤلاء الرفاق في أوقات مختلفة.
وبعد 10 سنوات من الممارسة العملية الناجحة في حفتانين، انخرط رفيقنا دلوفان في التدريب العسكري والأيديولوجي، وليطوّر أسلوب وتكتيك حرب الكريلا في العصر الجديد بشكل أكثر فأكثر، وعلى هذا الأساس، شارك في التدريبات العسكرية والأيديولوجية، وأُتيحت له الفرصة لوضع ممارسته العملية حيز التنفيذ خلال عملية التدريب، وقام بتقييم وحل أوجه القصور التي ظهرت في الممارسة العملية بموضوعية، مستخلصاً دروساً مهمة منها وعمل على تحويلها إلى خبرة مكتسبة، وفي الوقت نفسه، نقل خبراته إلى رفاقه أيضاً، وقيّم رفيقنا هذه العملية التدريبية على شكل تعلم وتعليم في آن واحد، وأصرّ على الذهاب إلى الساحات التي كانت الحرب فيها على أشدّها، من أجل المساهمة في عملية الحرب القاسية، وقد حقق هذا الهدف، فذهب مرة أخرى إلى منطقة حفتانين حيث كان يعرّف كل طرقها وينابيعها وكل جبل من جبالها ووادٍ من وديانها، وهنا سعى جاهداً لإنجاز مهامه بنجاح في هذه الفترة دون أن يبطئ من إيقاع وتيرة نضاله، وكان دائماً ما يستشعر ذكرى رفاقه الذين ناضل معهم في قلبه ويريد أن يكون جديراً بهم، وكان رفيقنا مدركاً أن أسلوب النضال في الفترة الجديدة هو الروح الفدائية، وبهذا الوعي لم يكن يستكين أبداً، حيث قام بتأدية دور حاسم في كل عملية في منطقة حفتانين، وقد حرّص رفيقنا على نقل تجاربه لرفاقه، وكان له الفضل في أن يتعرف كل واحد من رفاقه على منطقة حفتانين ويشعر برفاقه الذين سبق لهم أن ناضلوا هنا واستشهدوا، واستطاع رفيقنا بهذه الميزة أن يكسب احترام ومحبة جميع رفاقه، وعمل على تعزيز نضاله، مستجيباً بذلك للمحبة والاحترام اللذين كانا يُظهران له، وفي 29 تشرين الأول 2024، استشهد رفيقنا دلوفان في هجوم للعدو؛ وسطرّ بحياته ومعركته وابتسامته ووقفته وفق معايير النضالية الآبوجية، اسمه بأحرف من ذهب في تاريخنا النضالي.
زوزان روكن
ولدت رفيقتنا زوزان لعائلة وطنية في جولميرك المدينة المعروفة بمقاومتها، ولأن عائلتها مرتبطة بالقيم الوطنية وانضم العديد من أفراد عشيرتها مارينوس إلى صفوف الكريلا، فقد تعرفت رفيقتنا على حركتنا في سن مبكرة، نشأت في كنف أسرتها على حسن الخلق والأخلاق، وكانت محبوبة من المحيطين بها لقوة شخصيتها، لقد درست رفيقتنا في المدارس الحكومية لفترة من الوقت، لكنها كان دائماً حذرة حيال سياسات العدو التتريكية، لقد تركت رفيقتنا المدارس التي كانت مراكز استيعاب للنظام وأظهرت رد فعلها على سياسات الإبادة، عملت رفيقتنا زوزان في العديد من الوظائف لإعالة أسرتها وأدركت أن النظام الرأسمالي يستخدم المرأة كأداة للاستغلال، لقد كان لانتشار فلسفة القائد في كافة أنحاء كردستان والإنجازات التي تحققت من خلال المقاومة الفريدة للكريلا أثر كبير على رفيقتنا، وفي شبابها بدأت رحلتها بالبحث، كانت ترى دائماً أن مقاتلات وحدات حماية المرأة قدوة لها، ركزت رفيقتنا على الأسباب الرئيسية للمشاكل الاجتماعية وعاشت صراعات كبيرة، لذلك ركزت على السلطة، رفيقتنا لم تقبل الحياة التي اعتبرتها الذهنية الذكورية السائدة لائقة بالمجتمع، وحاولت التعرف على النموذج الديمقراطي والبيئي الذي يقدم حياة بديلة تعتمد على حرية المرأة، مع التقدم بالعمر سعت رفيقتنا بالبحث أكثر من أجل الانضمام، وفي عام 2009 وبالرغم من انضمامها إلى صفوف الكريلا، إلا أنها اضطرت إلى تأجيل هذا الحلم لأسبابٍ ما، إن رفيقتنا تُكنّ احتراماً كبيراً وحباً للقائد آبو، واتخذت من تقييمات القائد حول المرأة داخل النظام بمثابة دليل لها.
وكامرأة متعلمة، فهي تعلم أن حرية المجتمعات تتجاوز تحرير المرأة، لقد أثرت انضمام ونضال شقيقتها سما مارينوس - وحيدة كورت على رفيقتنا زوزان وأرادت الانضمام إلى صفوفنا، أرادت رفيقتنا زوزان أن تشارك في الحرب العنيفة في كردستان وتقوم بواجباتها التاريخية، لذلك توجهت إلى الأماكن المقدسة وجبال الكريلا انضمت رفيقتنا زوزان من شمال كردستان إلى صفوف الكريلا وبقيت لفترة في منطقة بوطان، بدأت رفيقينا حياتها الكريلايتية في بوطان التي هي حلم جميع مقاتلي الكريلا، وبعد فترة انتقلت إلى مناطق الدفاع المشروع، انضمت رفيقتنا إلى تدريب المقاتلين الجدد وكان للعلاقات الرفاقية الحارة تأثير كبير عليها، بفضل مشاركتها الطوعية والسعيدة في التدريب وحياة الكريلا، تأقلمت بسرعة مع الحياة الجبلية وحياة الكريلا، كانت رفيقتنا تريد التأقلم مع حياة الكريلا بكل جوانبها، ولذلك، ومع رغبتها في التأقلم، أصبحت مقاتلة مثالية، وكمقاتلة ناجحة، أكملت عملية تدريبها ودخلت ساحات الحرب، بفضل روح التضحية لديها ورفاقيتها، وصلت إلى مستوى المسؤولية، وحاولت تطوير نفسها على المستوى الإيديولوجي والعسكري، أرادت رفيقتنا أن تكون رداً على مرحلة الحرب العنيفة التي يتم خوضها ضد العدو، لذلك وضعت نفسها كهدف من اجل تطوير نفسها على المستوى العسكري.
عندما حاولت مرتزقة داعش إبادة الشعب الإيزيدي، تصرفت وفقاً لروح النفير العام التي بدأت بها حركتنا وقامت بواجباتها الثورية، لقد تعلمت الكثير من الأشياء في ساحة المعركة، وبناءً على تقييم قائدنا، "لن نعيش كما في السابق ولن نقاتل كما السابق"، وأصبحت مقاتلة ذات خبرة في صفوف وحدات المرأة الحرة (YJA Star )، وكولائها العميق للشهداء زادت من رغبتها في النضال، وكمقاتلة لها تجارب، قدمت الرفيقة زوزان مساهمات كبيرة في العديد من المجالات ودعمت تطوير رفاقها، كانت تعرف احتياجات العصر جيداً، لذلك أصرت على دخول ساحات القتال، على الرغم من صعوبة ذلك، بعد فترة تدريب مرضية، تلقت تعليمها في أكاديمية المرأة الحرة، لقد درست خلال دراستها تقييمات قائدنا فيما يتعلق بجيش النساء وشخصيتها، واطلعت على طبيعتها العملية، وبمعرفتها لمهمة المرأة في القيادة، أعدت نفسها لمجالات جديدة من المسؤولية، وكمقاتلة آبوجية، فقد قامت بواجباتها ومسؤولياتها.
استشهدت رفيقتنا في 29 تشرين الأول 2024 في حفتانين نتيجة هجوم لدولة الاحتلال التركي، سوف نتذكر دائماً رفيقتنا لصمودها في قضية حرية المرأة وتفانيها في سبيل الحرية، وكرفاقها، فإننا نجدد عهدنا بأننا سنواصل النضال الذي تركته لنا رفيقتنا زوزان كإرث حتى تحقيق النصر وأننا سنسير على خطاها من اجل تحقيق أحلامها.
آفزم جودي
ولدت رفيقتنا آفزم في قرية أيفان التابع لمنطقة شرناخ في كنف عائلة وطنية، وبفضل الدائرة المحيطة التي عاشت فيها عائلتها والتي كانت ذات وعي كردي وطني، نشأت رفيقتنا كشخصية مرتبطة بحقيقتها، لقد أصرت عائلتها ومن حولها على التمسك بهويتهم الوطنية الكردية رغم كل هجمات العدو، وهذا ما عززت وحافظت على ولائهم لنضالنا التحرري، لقد مهد هذا الوضع الطريق لرفيقتنا آفزم للتعرف على حزبنا، حزب العمال الكردستاني، ومقاتلي الحرية في المستقبل القريب.
كانت رفيقتنا آفزم تسمع من حولها القصص التي كانت تروي الملاحم البطولية لمقاتلي الكريلا ودعم كل أبناء شعبنا من سن السابعة إلى السبعين لنضالنا، مما ازداد من ذلك حب رفيقتنا آفزم لمقاتلي الكريلا الأبطال، وتزايدت لديها الرغبة في الانضمام إلى صفوف مقاتلي الكريلا، لم تلتحق رفيقتنا إلى المدارس الحكومية التركية، لذلك حافظت على خصائصها الوطنية والثقافية، عملت رفيقتنا آفزم في العديد من الأعمال والمهن في سبيل إعانة ودعم أسرتها، وفي هذه المرحلة، كانت محبوبة ولها مكانتها من قبل من حولها بإخلاصها وعملها الجاد.
وقد أتيحت لها أيضًا الفرصة للتعرف على حقيقة النظام الرأسمالي وعندما رأت رفيقتنا أن عملها كامرأة كان يُستغل وأن المرأة كانت تُنظر إليها باعتبارها سلعة داخل النظام، زادت صراعاتها الداخلية، ولذلك حاولت أن تجد إجابات لهذه الصراعات، ومن جهة أخرى تزايدت هجمات دولة الاحتلال التركي الفاشية على شعبنا يوما بعد يوم، مما زادت من غضب رفيقتنا ضد العدو.
ورغم كل الجهود والمحاولات التي بذلتها قيادتنا وشعبنا من أجل الحياة الحرة، فإنَّ رد العدو بهجمات الإبادة والقمع والإمحاء كانت نقطة تحول في حياة رفيقتنا آفزم، لذلك قررت الانضمام إلى صفوف مقاتلي الكريلا، والذي كان حلمها منذ الطفولة، وخاصة في عام 2015 عندما أرتقى العديد من رفاقنا إلى مرتبة الشهادة في مقاومة الإدارة الذاتية، ولذلك أقسمت على الانتقام وتوجهت صوب جبال كردستان.
تلقت رفيقتنا آفزيم تدريبها الأول في مناطق الدفاع المشروع، وأول ما لفت انتباه رفيقتنا هو الدور القيادي والحاسم الذي تلعبه المرأة في نضالنا، إنَّ المرأة التي كانت تستخدم كسلعة ومواطنات من الطبقة الثانية في النظام الرأسمالي ويتم استغلال عملهنَ بشكل أكبر، ويعيشنَ دائمًا في وضع من العبودية، يشاركنَ بشكل فعال في جميع مجالات الحياة ضمن صفوف الحركة وقوات الكريلا، حيث يتخذنَ قراراتهنَ بأنفسهنَ، ويؤسسنَ تنظيماً مستقلاً، ويتواجدنَ في كل الساحات، وكان لهذا تأثيراً عميقاً على رفيقتنا آفزم.
رغم أنها كانت مدركة بشكل تام نضالنا التحرري قبل انضمامها، إلا أنَّ الأشياء التي شاهدتها في حياة مقاتلي الكريلا دفعت رفيقتنا إلى التعمق حيال حقيقة حزبنا وقائدنا مرة أخرى، لقد خطت المرأة الكردية على وجه الخصوص، وكل النساء التواقات للحرية خطوات نحو "الذاتية" من خلال أيديولوجية حرية المرأة التي طرحها وطورها قائدنا، وبهذا المعنى صعدت المرأة نضالها في كل المجالات ضد الذهنية الذكورية المهيمنة، وكانت لهذا أيضاً تأثيراً كبيراً على رفيقتنا آفزم، وأصبحت تركيزها تتجه نحو النضال من أجل حرية المرأة بشكل أكبر، لقد قامت رفيقتنا برفع وتيرة نضالها يوما بعد يوم وسعت إلى تحقيق حلمها في الحياة الحرة، وعندما انضمت إلى صفوف مقاتلي الكريلا استمرت هجمات الإبادة الجماعية والظلم ضد شعبنا وحركتنا، ولذلك قامت رفيقتنا أيضًا بتطوير نفسها في المجال العسكري وأصبحت مقاتلة من أجل الحرية وعضوة في وحدات المرأة الحرة –ستار، و شاركت رفيقتنا آفزم في التدريبات بسعادة وفعالية ومعنويات كبيرة وأصبحت قدوة لرفاقها ورفيقاتها.
بعد أن أكملت تدريبها بنجاح دخلت رفيقتنا آفزم مجال الممارسة العملية، ولم تجد أيَّة صعوبة في تطبيق ما تعلمتها أثناء التدريب، وكانت رفيقتنا تتمتع بشخصية صادقة وكانت تعلم دائمًا بأنَّ الإصرار على خط القائد آبو هو مفتاح النصر، لقد آمنت بهذا الشيء من كل قلبها وناضلت من أجله، لذلك تفوقت في كل ساحة وفي كل مهامها، فبشخصيتها المتواضعة والمتفهمة والمخلصة، أثّرت على جميع رفاقها ورفيقاتها وشجعتهم أكثر على مواصلة النضال .
خاضت رفيقتنا في المناطق التي كانت هجمات العدو فيها شديدة حرب الكريلا، وفي هذه المرحلة فهمت حقيقة العدو بشكل أكثر، كانت رفيقتنا تدرك بأنَّ العدو لا يتسامح مع حرية شعبنا ويصر على سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها منذ قرون، وهذا ما جعله السبب الأكبرلخوض النضال، في عملية إعادة بناء قوات الكريلا في كردستان مع نموذج الحداثة الديمقراطية، كانوا يهدفون إلى الوصول إلى هيكلية متفوقة لقوات الكريلا، أرادت رفيقتنا آفزم أن تطور نفسها في المجالين العسكري والإيديولوجي، وبفضل التدريب الذي تلقتها، أصبحت رفيقتنا خبيرة وماهرة في العديد من التكتيكات والأساليب الحربية، وتولت مسؤولية تدريب رفيقاتها لفترة طويلة.
اعتبرت رفيقتنا هذه العملية بمثابة تعلم وتعليم وقامت بتدريب العشرات من رفيقاتها، وبذلك ساهمت بشكل كبير في الخطوات التاريخية ضد العدو، ولكن رفيقتنا لم تعتبرهذا كافياً ورأت بأنَّ الحرية الجسدية للقائد آبو هي قمة النجاح والنصر، لقد استلمت رفيقتنا آفزم راية النضال من رفاقها ورفيقاتها الذين ناضلوا بإخلاص واستشهدوا، ولكي تكون جديرةً بهم أرادت رفع هذه الراية إلى الأعلى، ردًا على مرحلة الحرب الشرسة، اقترحت الذهاب إلى ساحات التدريب.
لقد استطاعت رفيقتنا آفزم بشخصيتها المخلصة في سبيل حرية المرأة وعشقها للنضال وإتقانها لتكتيكات الكريلا في العصر الحديث، أن تكتسب ثقة رفاقها ورفيقاتها وانتقلت إلى منطقة حفتانين، خلال مرحلة نضالها في حفتانين، كانت رفيقتنا تبحث دائمًا عن طرق لهزيمة العدو ولذلك قامت مع رفيقاتها بتنفيذ عمليات ناجحة بعملهم الجاد وجهدهم الجبارة ، لقد وفت رفيقنا آفزم بوعدها بالانتقام ومع كل ضربة كانت توجهها للعدو كانت تجدد وعدها، لقد أصبحت رفيقتنا أفزم بالروح الرفاقية الصادقة والقوية وشخصيتها الفدائية المخلصة والمجتهدة والمتواضعة، مناضلة مثالية في خط حرية المرأة ، ومقاتلة بطلة في وحدات المرأة الحرة –ستار ومناضلة آبوجية.
استشهدت رفيقتنا آفزم في 29 تشرين الثاني 2024 نتيجة هجوم العدو ونقلت راية النضال التي كانت ترفعها بكل فخر إلينا، وكإخلاصنا لذكرى العزيزة لرفيقتنا آفزم ولكي نكون جديرين بكل شهداء الحرية في شخصها، فإنَّنا بالتأكيد سنحمل النضال الذي تركوها لنا رفاقنا كإرث إلى النصر.
24 فبراير/شباط 2025
المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي