رسائل الشهيدة فيان سوران
نص الرسالة التي كتبتها الرفيقة فيان (ليلى والي حسين) قبل أن تضرم النار في جسدها الطاهر تعبيرأ عن ولائها وحبها وتمسكها بالقائد عبد الله أوجلان
منذ اليوم الذي سمعت باسمك وعرفتك فيه بدأت أشعر بالحياة وعرفت من أكون وكيف يجب أن أعيش، أفكارك عرّفتني على نفسي وعلّمتني العيش مع المعاني، علمتني ألفباء الحرية والاستقلالية، لم أعش التردد والندم في مدرستك رغم الصعوبات لأنني اكتشفت فيه قوة المعنى ، قوة الفكر وقوة الانسان، أدركت أنه لا يوجد أي شيء مستحيل بشرط ان نكون جادين في أهدافنا وواثقين منها، كامرأة وككردية استهدفتْ الحرية ووثقتْ بها من صميم قلبها كنت في حسرة أن ألقاكم عن قرب ولو للحظة واستنشق هواء معانقتكم ومن ثم أناقش معكم بما في داخلي حول حريتي وحرية المرأة وحرية شعبي، إلا أن المؤامرة الدولية في العام 1998 حالت بينك وبيني والآلاف من أمثالي الذين كانوا يعيشون نفس المشاعر والآمال بأمل لقياك، خلقتْ أسارتكم زلزالاً فيّ وأدى لاتخاذ قرار التحرر لكنني لم افقد يوماً اشتياقي وأملي للقائكم يوماً، كنت أحاول دوماً أن أشعر بك عن قرب لذلك كنت احاورك في داخلي كثيراً من المرات وكنت أحسك كقوة وطاقة تدخل أعماقي واستلهم منكم كل شيء، كم من المرات كنت ضيفاً على أحلامي وكنت سعيدة جداً حينها، في الحقيقة لا أستطيع أن أعبر عن كل أفكاري ومشاعري تجاهكم، منذ العام 1999 لم أستطع استيعاب وهضم اسارة إنسان كبير مثلكم كانت هذه الحقيقة ترن في دماغي ، وكنت أقول دوماً أن هذا الإنسان لا يستحق ذاك المكان، مما لا شك فيه أنني لن أحمّل مسؤولية أسارة قائد شعب وعزله على عاتق الدول المظلمة العالمية وحدها فبقدر زيف وازدواجية وخيانة الدول المهيمنة هناك ضعف وعدم كفاية رفاقيتي ورفاقية الرفاق الآخرين ، لذلك كنت أشعر دائماً بالخجل تجاهكم وتجاه الشعب والنساء اللاتي ربطن آمالهن في التحرر.
في الخامس عشر من شباط 2006 ندخل إلى الذكرى السنوية الثامنة لأسارة القيادة، فتحت المؤامرة الدولية مرحلة جديدة مليئة بالمخاطر على إيمرالي وكردستان عموما، يريدون إفراغ جوهر جهود ونضالات السلام والديمقراطية التي تسيّرها القيادة والشعب الكردي، وينادون بشكل واضح للاستسلام والتنازل عن القائد آبو ، يسعون إلى ترويضنا وتعويدنا على حياة بدون القائد ، بدون معنى ، بدون إيديولوجية ، وبدون إرادة لذلك فإن الشعب في الجهات الأربعة من العالم يعبر عن استنكاره لسياسة التصفية وأنا كامرأة وكإحدى تلميذاتكم أريد أن اعبر ثانية عن ارتباطي بكم وأضيف الدفء على عمليات المقاومة التي يسيّرها شعبي ضد الهجمات الغير شرعية ضدكم، أسعى لتوجيه رسالة عبر نيران جسدي إلى الأدمغة والقلوب المتجمدة في حضارة المجتمع الطبقي، كالكثير من الأناس الآخرين أسعى لأكون شاهداً في محكمة التاريخ لاستنكر وأوضّح حقيقة العنف وكذب نظام العدالة وحقوق الإنسان الغربية.
قائدي
إن العملية التي أنفذها هي رفض وتمرد ضد الظلم الموجه من قبل الدول المهيمنة ضدكم وضد الشعب الكردي ، في نفس الوقت هو نقد ذاتي على الرفاقية الناقصة والضعيفة وسعي مني للتحرر من مشاعر الخجل وقلة الشرف في حضرة التاريخ وحضرة شعبي ، إن مستوى قراري وثقتي هو حتمية استمرارية فلسفتكم الحياتية لطالما بقي انسان واحد، يقول الكثير أنهم ربما قد يزيلون القضية من الوجود في شخصكم إلا أنني لا أتخذ ذلك بمحمل الجد وأراه كتوجّه فارغ كونكم بتم تكمنون في قلوب وأدمغة وخلايا الملايين من البشر وبالأخص في قلوب النساء. أصبحتم مُلكاً للمجتمع والتاريخ، في كل مرة عرفّتنا على وفاء المرأة وصدقها واليوم وبالرغم من كل نواقصنا أريد أن اقدم لكم نقدي الذاتي وأعبر عن قوة قراري في النهج الاشتراكي العلمي والبراديغما الجديدة، أريد ان أوجه رسالة إلى الرجعية الداخلية والتهجمات الخارجية، وقد قلت في الكثير من المرات ما قاله الرفاق الشهداء ليتني أملك ما أغلى من روحي لأهبه في طريق حرية القائد والشعب والنساء المظلومات، بعد اعتقالكم منذ العام 99 كنت أفكر دوماً بقرار تنفيذ عملية من أجلكم ، لكن كون الظروف لم تكن مناسبة من جهة ومن جهة أخرى لم أرغب إثارة غضبكم لذلك أردت أن أعبر عن صدقي وارتباطي معكم عبر الحياة، وأعرف أنكم قد تنتقدوا هذه العملية ولا تقبلوها، ولكن ماذا أفعل قائدي، منهم من يعشقون ويهربون معاً ، وعشقي أنا الأخرى بهذا الشكل, لن يحصل قلبي بدونكم وبدون بسمة أطفال وطني على الارتياح والأمان، اعتذر منكم كوني أخّرت وأجّلت قراري في مرحلة حساسة كهذه حتى السنة الثامنة من أسارتكم وابتعادكم.
أريد أن أقول أنني ذات معنويات عالية وآمال كبيرة خاصة بعد أن ذكرتم اسمي وسألتم عني أثناء تأسيس لجنة إنشاء PKK من جديد ، أحسست أنكم قد وهبتموني الهدية الأكبر واعتبر ذلك شرفاً كبير لي، كنتم تشبّهون ثورة الجنوب دائماً بثورة المرأة حين تقديمكم لتوجيهاتكم، كان يخلق ذلك فيّ معنويات عالية وتوجه نضالي كبير، والآن وسط صمت الموت الموجود في الجنوب كإحدى النساء الجنوبيات أريد أن اقدم لكم مستحقات جهودكم وحسناتكم تجاه الجنوب، سأسعد جداً إذا ما حققت نتيجة ناجحة، وفي النهاية أقدم لكم سلامي ومحبتي وحسرة لقياكم أيها الشخص النادر. لا تنسوا أننا نشتاق إليكم كثيراً، نشتاق إليكم كثيراً...
مع سلامي وتحياتي وحسراتي
28/ 1/ 2006
إلى كل الرفاق الأعزاء ، الاصدقاء ، والنساء المتعذبات
بقي شهر على حلول الذكرى السنوية السابعة والدخول إلى السنة الثامنة من اعتقال القائد آبو، من الآن يغلي قلبي كبركان ويبحث عن فرصة للانفجار، حتى في الطبيعة أنا متأكدة أن البراكين والحوادث المختلفة الأخرى تحتاج دوماً للوقت كي تنفجر ، تماماً مثل شجرة الفاكهة التي لن تسقط ثمرتها من غصنها ما لم تنضج تماماً، إنها في سباق مع الزمن فتبقى مع الشجرة إلى أن يحلّ موعدها، إن لم يكن كذلك فإن الثمرة لن تكون ثمرة، حينها لن تستطيع إثبات حيويتها وطعمها الملفت وأحاسيسها الشفافة ، والبركان أيضاً مثل شجرة الفاكهة تعطي ثمارها لصاحبها الذي رعاها عبر تفاحة أو رمانة أو أية ثمرة أخرى ، البركان يعرف جيداً متى وأين ينفجر إذا ما حان وقت انفجاره، يعرف كيف يعاقب الأناس المحتالين أمثال أهريمان.
أيها الرفاق ، الأصدقاء، والنساء المتعذبات، أريد ان أوضح لكم بعض الأمور لكن إياكم أن تحزنوا بل ابدأوا بالدبكة حيث تعرفون أنني أحب الدبكة كثيراً، عندما كنت أشارك في الدبكة كنت أحس وكأنني أملك أجنحة وأطير، كطفلة في الطبيعة الأم وجزء صغير من هذا الكون عليّ أن أطبق القوانين والمقاييس المقدسة للحياة المشرّفة وأعطي المعنى الحقيقي لسير حياتي ، أنا متأكدة أنني مثل شجرة الفاكهة التي نضجت وباتت تستطيع أن تثمر لشعبها الذي يعاني الآلام، أتمنى التحول إلى أمل للأطفال المحلقة أياديهم في الهواء أصحاب الخيالات المخنوقة والتي أطلق النار عليها، أن أصبح نواة لخلايا تحرر المرآة المتعذبة ولو بشكل قليل، الأهم أن أصبح شمعة من الشمعات الساطعة التي تحيط بجزيرة إيمرالي، أريد اخباركم أنه قد حان الوقت كي أصبح جواباً للدول المهيمنة والرجل المتسلط الكاذب ، لذلك سأحوّل ليلة 15 شباط إلى ليلة لمجازاتهم ، وسأفجر حينها قلبي كبركان لأفضفض عن الحقد الذي في داخلي ضدهم ، في ليلة 15 شباط يناديني قلب مظلوم دوغان ذكية آلكان ، بيريفان وروناهي ، رهشان وسما ، وحتى الحلقة الأخيرة منهم فكري بايكلدي Fikri Baygeldi و الهجوم الناري الأخير لـ سردار آري Serdar Ari هؤلاء الذين ينبض نارهم في داخلي ، ، ينادونني بشعار (إما حياة حرّة أو موت كريم) و (عاش القائد آبو )، يصيح هؤلاء في اذني ، يكمن في دماغي صوت واحد ينادي العالم بأكمله بشكل متكرر ، هذا الصوت هو نداء الانغلاق والتوحد مع هدف، هذا الصوت سيضمن مئة بالمئة نجاح نتيجة عمليتي، يشع لهيب سما وسردار في جسدي أكثر وأكثر، ولن أسمح حينها أن تبرد نيران شعلة قائدنا آبو، في شتاء صعب وبارد أسعى لتوجيه رسالةٍ بآلام نيران جسدي، أسعى للمناداة برسالتي هذه، هذه الرسالة هي رسالة الحرية وندائي هو نداء الدفاع عن القائد آبو وتصعيد العملياتية والنضال للوصول إلى النصر.
28/ 1/ 2006
إلى كل الرفاق الأعزاء
إن أكبر عملية في PKK هي الكلمة ( العهد )، عندما تفقد الكلمة ويفقد العهد معناه فادركوا جيداً أن هناك غفلة و حالة ابتعاد عن الضمير و سقوط وانهيار (أخلاقي) ، ستكون الخيانة هي النتيجةَ المحتومة لهذا الوضع، لقد طُعن الشعب الكردي و المرأة وPKK والقائد آبو دوماً بالخنجر من الخلف، تتحدث كل الأحاسيس والأفكار والأغنيات والنقاشات بألم وحسرة كبيرة عن ذلك، دائماً تعيش إرادة المقاومة والنضال من جهة والخيانة من جهة أخرى معاً ، تماماً كالحرب التي بين أهريمان وأهورمزدا، ، هذين الاثنين في صراع مستمر، يقول زرادشت : (( وفي نتيجة هذا الصراع سيكون المنتصر نورُ أهورامزدا بشرط أن يفكر جميع البشر بشكل جيد ، ويتحدثوا يشكل جيد ، ويعملوا بشكل جيد )) حان الوقت لنفكر بشكل جيد، ونتحدث بشكل جيد، ونعمل بشكل جيد إلى أن تنتصر أفكار أهورامزدا المعاصر.
كما بينت في كتاباتي السابقة ونتيجة تفكير مطوّل قررت تنفيذ عمليتي في ليلة 15 شباط ، لأنني كامرأة وككردية لا أريد رؤية الذكرى السنوية الثامنة لاعتقال القائد آبو ( عشق المرأة )، وكامرأة لا أرغب في معايشة أحاسيس تصليبي مرة أخرى، أنا أفهم أنه قد يصعب في الشتاء القاسي وصول الحزب إلى أهداف وخنادق أهريمان، لكنهم يأكلون أمام أعيننا أدمغة وقلوب وأجساد شعبنا وهذا وضع خطير ومخيف، هذا يفرض عليّ تنفيذ عمليتي، بالرغم من أنني أردت أن أنفذ عمليتي هذه دون أن أفقد حياتي إلا أنني واثقة من أنه يجب أن نعيش بقدر ما هو ضروري، في نفس الوقت هناك حقيقة ( عندما تفقد الكلمة معناها يأتي دور العملياتية ( العملية)، وكل عملية هي بداية جديدة لبناء معنى الكلمة والعهد، هي بناءٌ للعهد وتعزيزٌ لأمل الحرية)، ترن هذه الحقيقة في دماغي كجرس بصوته المتكرر، من جهة نقترب من تحديد قدر هذه المرحلة بالاقتراب من أسباب حل قضية الشعب الكردي وتحقيق حريته وفي جهة أخرى هناك المخاطر التي تحيط بالقائد آبو والشعب الكردي ، رغم توفر كل إمكانيات الحل يصاب البعض باليأس والتردد والظلمة لدرجة الخيانة، إلا أنني أزداد قوة وتعلقاً وعناداً ، إما تنفيذ العملية أو تنفيذ العملية.
رفاقي الأعزاء: قراري هذا ليس بجديد ، ففي تقريري الذي كتبته في شهر تموز الماضي لكل من PKK وyja Star أكدت فيه أنني اتخذت قراري هذا منذ العام 1999، ولكن و بسبب المرحلة المتأزمة التي كنا نمر بها بعد 1999 حيث كان يتطلب انضمام المرأة على مستوى الإدارة بشكل فاعل، من جهة أخرى لم تسنح الإمكانات والظروف التكتيكية والسياسية كي أنفذ مثل هذه العملية، لكن ومع بدء حملة الأول من حزيران استطعت أن أجد هذه الإمكانية، إنني متأكدة أن مناضلات حركة المرأة سيصنعون حلقة جديدة من النار تماماً كما في أعوام 96 -98 ضد المؤامرة الداخلية والخارجية بشكل تذوّب القلوب والأدمغة والضمائر المتجمدة . أي أن الرد المناسب على الصداقة المزيفة والرفاقية الناقصة ستكون بالعملياتية ( العملية ) كما فعلت زيلان وسما وسردار حيث كانت هناك ضرورة لردٍّ في حياتي، قد تقولون لماذا قمتِ بهذه العملية وحتى قد تنتقدوني، وقد لا يقبل القائد آبو عملية مثل هذه ، ولكن على حسب إدراكي ومعرفتي في تطوّر النضال التحرري في كردستان أعرف أن طريق التقدّم والحرية نحو الهدف والحل لن يكون بدون مهر وحساب، هذا تقليد لا يمكن الاستغناء عنه ضمن الحركة الآبوجية وحركة تحرر المرأة ، وأنا كامرأة مناضلة أسعى للاستمرار في هذا التقليد ، مع مجيئي إلى HPG و YJA star كنت أخطط لهذه العملية بمعنويات عالية وعشق كبير، كنت أتمنى أن أنفّذ عمليتي يوم 15 شباط في مكانين أو ضد هدفين مختلفين ، الهدف الأول أحد مراكز عبودية المرأة وأمكنة الدعارة في كردستان دون أن أجلب الضرر لروحي، والثاني في قلب إحدى مراكز إدارة الدولة المسلّحة العصاباتية التركية بشكل يصنع زلزالاً مثل زيلان، لكن ونتيجة ظروف الشتاء من جهة ، ومن جهة أخرى عدم كفاية نقاشاتي مع الرفاق وبالتالي عدم مقدرتي على اقناعهم على عمليتي و بعد عودتي من كونفرانس YJA star قررت تنفيذ عمليتي حتى ولو كان ذلك في الجبال، أريد استقبال الذكرى السنوية للمؤامرة في هذا العام بعشق وهيجان وثقة ، ليس بالبكاء والانسداد واليأس ، لكنني أريد اخباركم ببعض حسراتي وأتقاسمها معكم، الأولى هي أنني لم أصل إلى الأهداف التي خططت لها ولم أنتقم بالشكل الذي كنت أريد، والثانية لم أتمكن من التعرّف على شعب شمال كردستان عن قرب وبقيتْ رؤية جمال الشمال حسرة في قلبي، والثالثة ليتني استطعت أن أ ستنشق شهقة عميقة على صدر القائد ، رغم بقاء هذه الأمنيات حسرة في قلبي إلا أنني سعيدة ومتأكدة أن رفاقي سيحققون هذه الأمور من الآن في المستقبل، مما لا شك فيه أنه صعب على إدارية التفكير والتخطيط لعملية مثل هذه لأنه يتطلب انضماماً فعالاً بشكل يومي، من هذه الناحية حاولت أن لا أبتعد عن العمل والنضال واشارك بفاعلية حتى اليوم الأخير، لكنني أعرف تماماً أنني لم أقدّم المساعدة المطلوبة للرفاق في هذه الشهور الأخيرة وأعتذر في هذه النقطة من الرفاق.
إلى كافة مقاتلي وإدارة منطقة حفتانين
جئت إلى هذه المنطقة منذ فترة ليست بطويلة ، أحببتكم كثيراً ، وكأن طبيعة هذه المنطقة كانت تتحدث معي دائماً كان ذلك جميلاً وملفتاً لي. والأهم من ذلك روح التضحية والصدق التي امتاز بها الرفاق حيث كان يجلب لي ارتياحاً كبيراً ،أحببت كل الرفاق والرفيقات وكانوا كمن يمازحون الموت دوماً ، رغم ذلك كانت هناك بعض الأمور التي كنت أحقد عليها وأنتقدها ، وسأنتقدها من الآن فصاعداً، خاصة التردد وعدم الثقة وميول الشكوى وتعكير (العشق والحب) التي كانت تعيشها بعض الشخصيات عبر بحث المرأة التقليدية الرجعية وإقطاعية وغررور الرجل، فتحت هذه الأمور جرحاً في أعماقي من جديد، ربما جرحتكم من حيث الأسلوب والتعبير اعتذر منكم لهذا السبب إلا إنني مرتبطة بانتقاداتي عليكم ولن أتراجع عنها ، خاصة بصدد ضعف تفعيل النقد والنقد الذاتي و ظاهرة النميمة وطراز النضال الغامض كون هذه الظواهر مثل الديناميت بالنسبة للتنظيم، أنا واثقة أن كل واحد منكم وكل كادر في PKK يشعر بالمسؤولية تجاه ميول التردد و اليأس والخيانة وتجاه تطوير طراز الحياة التنظيمية وحمايتها ، في نفس الوقت صون الإنسان وحمايته، إذا تمكنّا من إظهار جهد ونضال مصيريين في الزمان والمكان المناسبين فلن يبقى أي من الأمور التي لن نستطيع تحقيقها والانتصار بها ، إن سبب التكرار وعدم خلق الحلول لقضايا التنظيم المصيرية وعدم نجاح الحملة السياسية والتكتيكية التي أظهرناها لتحقيق حرية القائد آبو وحل القضية الكردية هو حالة اللامسؤولية وعدم تحقيق عملية التحزّب التي عاشها الكوادر، كذلك الأمر تعتقد وجهة نظرنا الهيارارشية ( الهيكيلية) ان مهمة صون وحماية التنظيم ملقاة على عاتق شريحة صغيرة من الإدارة ، لا أريدكم أن تفهموا أنني اتهم فقط الكادر أو الفرد، لأنني أعرف أن للتنظيم نواقصه وضعفه، حيث ( أن تطوّر الفرد = تطوّر التنظيم والعكس صحيح ) هذه وجهة نظر أساسية هامة لدراسة المشاكل و الحوادث والظواهر، على هذا الأساس أؤكد أن سر التحزب ونجاح الكوادر هو رؤية الكادر نفسه كصاحب للتنظيم وكجزء أساسي منه رغم النواقص ، وفي نفس الوقت انتقاده للنواقص وعمله ونضاله لتطوير التنظيم من الصميم، لذلك مهما لاقين امن المصاعب والعوائق ومهما كانت جراحنا فمن الضروري أن نحمي ونصون ونطوّر هذا التنظيم، لأنه ليس بتنظيم دولة وليس بطبقة مهيمنة ، ليس بتنظيم يسرق قوته المادية والمعنوية من مكان آخر، إن هذا التنظيم خلق بعرق شعب كادح ودماء مشعة وحلوة لللآلاف من الشباب والشابات المندفعين و العاشقين، لذلك فإن مصاحبة وتبنّي هذا التنظيم يعني مصاحبة وتبنّي الشهداء والشعب ومن يقوم بذلك فهو شخصية ذو أخلاق وقيم وشرف، عكس ذلك يعبر عن انهيار أخلاقي وابتعاد كبير عن الضمير حينها تكون النتيجة كـ ( ريزان و نوجين ) حيث التوجه نحو الخيانة.
الرفاق الأعزاء
قد تؤثر عمليتي عليكم لكنني اترجاكم أن لا تقتربوا من الحادثة بشكل عاطفي ، لأن حملة 2006 ستتطلب منا جميعاً انضماماً قوياً وطارئاً ، أنا ككادرة وامرأة مناضلة أريد الانضمام لهذه الحلمة بهذا الشكل، إنني أوجه رسالتي إلى الهجمات المتآمرة الخارجية والداخلية وأوحّد صوتي مع عمليات الشعب، كما يقال (( الوقت كالسيف إن لم تقطعه فسيقطعك)) لنا من الوقت لتلقي التدريب واتمام التحضيرات إلى الربيع لذلك استغلوا أوقاتكم جيداً ولا تخلّوا ببرنامجكم التدريبي بسببي ولا ليوم واحد لأن كل واحد منكم يحضّر نفسه للربيع حسب النهج الفدائي وأنا واحدة منكم إذا ما استطعت النجاح من الآن فإنني سأكون قد حققت واجباتي النضالية الطبيعية، إن عمليات هذه المرحلة متعددة الجوانب ، إنها ليست فقط على شاكلة طراز زيلان وسما، أعرف أن الفدائية والتضحية هي الحياة، ،القرار، القدوة لتطبيق التكتيتك، واستيعاب الفلسفة والإيديولوجية، وتحقيق طراز العلاقات الرفاقية الصادقة، افتراس الهدف دون تردد، والإبداع ، الانغلاق المؤكد مع النصر، أنا متأكدة أن رفاقي رغم كل نواقصهم يتبنّون هذه الحقيقة كما تبنّوها في الماضي، بالاضاقة لذلك هناك الحقيقة التالية: أننا ككوادر لم نطبق هذه الحقائق بشكل كامل ولم نتجاوز حتى الآن موقف الوسط، وبهذا الصدد قراري لتنفيذ عمليتي هذه سيساعد في استرجاع معاني كلماتنا وعهودنا والتحرر من المشاكل التي تكرر نفسها ، لا أقول أنه لا يجب أن تعاش النواقص ، ولكن تكرار الأخطاء أمر خطير سببه الأساسي هو عدم الثقة وعدم الاقتناع بالكلمات التي نقولها، إن عمليتي هذه ستكون قبل كل شيء عملية نقد ذاتي لضعف رفاقيتي مع القائد آبو ، وأسعى للعب دوري ولو بشكل قليل في تطوير الثورة الذهنية ضمن الحركة الآبوجية عموماً وحركة المرأة بشكل خاص، إن مصدر قوة هذه العملية هو الإلهام الذي اكتسبته من مرافعة القائد بالإضافة للإنبعاث الجديد لروح PKK ، وفي نفس الوقت ستكون عمليتي هذه ضد الهجمات الشاملة التي يشنها العدو على قائدنا وشعبنا وحركتنا و ردة فعل على سياسة تهميش PKK وفرض حل للقضية بدون القائد آبو، هذا إظهار لثقافة مقاومة كوادر الحركة من جديد ونضالية النساء الكرديات مرة أخرى.
لاأريد الإطالة لأن كل الرفاق يعرفون هذه الحقائق، إلا أن ما ينقص المعرفة باستمرار هي الأحاسيس، ويعني أن جسور الحس قد ضعفت بين وعينا وأعمالنا، لذلك لا نستطيع تطبيق ما نعمله بالشكل الجيد، في النهاية أريد تقديم نقدي الذاتي لكل الرفاق والاعتذار منهم لأن انضمامي إلى الأعمال والفعاليات والتدريبات لم يتحقق بالشكل المطلوب، إلا أنني أحييِّ الجميع واحتضن الرفاق واحداً واحداً، يجب ان لا أنسى بشكل خاص أولئك الرفاق الذين كنا معاً في لجنة إلقاء التدريب والدروس، لكنني واثقة ومطمئنة أن أؤلئك الرفاق يستطيعون لعب الدور الملقى على عاتقهم على أكمل وجه.
مرة أخرى مع تحياتي واحترامي
26/ 1/ 2006
في شخص قوات YJA star منطقة حفتانين... إلى جميع قوات YJA star
إن الشعب الكردستاني والمرأة الكردية بشكل خاص وهبوا مهراً كبيراً في طريق بناء إرادتهم وهوياتهم وحريتهم وما يزال الوضع مستمراً إلى الآن، من الآن فصاعداً ستتزيّن أيام التاريخ بهذه الثقافة، إن العضوية ضمن حركةٍ مثل YJA STAR يستدعي الكبرياء والعزة والفخر، حيث تضحي الأرواح المقدسة بنفسها كل يوم، والأحياء منهم يعملون لتقوية ذواتهم ضد العبودية ، إن تنظيم YJA STAR مروية بدماء الآلاف من الفتيات الحسناوات ، لذلك هي اليوم أمل المرأة المتعذبة، هي قدوة لشجاعة المرأة ، أي أن YJA STAR هي إلهة لشجاعة المرأة ومعاقبة الرجل الظالم والكاذب، YJA STAR هي السقف الحاضن للنساء اللاتي يبحثن عن الحرية والاستقلال، لذلك من الضروري أن لا تحرّم أيٌ من النساء سواء ضمن YJA STAR أو ضمن حركة المرأة بشكل عام أنفسهن من هذه المقدسات ولا تنكرن ذلك في أي وقت ولا تقللن من قيمتها أبداً، من تهرب من هذه الأرضية أو من لا تعطيها معناها الحقيقي عليها أن تعرف أنها تهرب من حريتها وأنها لا تعطي المعنى لحريتها. لأننا كنساء كرديات اكتسبنا الثقة والإرادة والقوة الذاتية الخاصة بالمرأة ضمن صفوف الأنصار وفي هذا اليوم ولدت وترعرت كل الحركات النسائية في حضن الأم ستار.
إذا كانت كل واحدة منّا تبحث عن حريتها الحقيقية يجب حينها أن نفهم توجيهات القائد حين يقول : ((لو نزل الكل من الجبال فعلى المرأة أن تبقى هناك وتبحث عن حريتها ))، هذه الحقيقة هي بالنسبة لنا جميعاً كمبدأ أساسي لتنظيم أنفسنا على المدى القريب والبعيد بدون الاعتماد على طراز الحياة اليومية والتكتيك والتموقع العام و دون انتظار حل المشكلة الوطنية لنشارك حينها في النظام، يجب أن نتحول إلى قوة لحماية وتطوير النساء في طريق الدفاع عن جوهر المرأة حتى في المدن، لكن الأمر الأساسي هو وجوب تموقعنا في الجبال كمهمة أساسية وتحضير أنفسنا من جميع النواحي، تماماً كما كانت الجبال دوماً مكاناً لحماية الأكراد والحلول دون استسلامهم للمحتل، في نفس الوقت يجب أن نحوّل الجبال نحن النساء إلى قلعة للدفاع عن النساء الكرديات، أن نحوّل الجبال إلى مكان لنهضة وتنوير جماعة الكادرات الطليعيات اللاتي يستطعن توجيه المؤسسات والتنظيمات النسائية العاملة في المجتمع وفق نهج الحرية والاستقلالية، أي أنه من الضروري تحويل YJA star وتلك النساء اللاتي يعملن من أجل الحرية بشكل صادق إلى ضمانة للدفاع عن نهج إيديولوجية تحرر المرأة ولا نعطي الفرصة لتحوّلهم إلى مذهب وجناح للنظام الرجولي المهيمن، إن لم يكن كذلك فإننا لن نستطيع انقاذ أنفسنا من مصيدة النظام الرجولي الظالم والكاذب لأن المرأة لا تملك أية منفعة ضمن هذا النظام، أي أن الجبال لا تعني فقط مجرد الدفاع المسلّح عن الذات ولا تستهدف فقط حل القضية الوطنية، لعله في نفس الوقت يكون مكان لبناء الكادرات صاحبات هوية وإرادة المرأة ومكان للتنوير العقلي الذهني، إذا ما لم تعط كل واحدة منّا المعنى والدور الحقيقي لبقائنا وحياتنا في هذه الجبال وما لم نطوّر أنفسنا بحماس وقرار عاليين، وإذا لم تناضل كل منّا ضد عبوديتها ورجعيتها، ضد خداع وهيمنة وازدواجية الرجل، فإنه من غير الممكن أن تحل قضيتنا الوطنية، لو تلاحظون ففي العام 2003 / 2004 كانت هناك فرصة هامة للاستفادة من الوضع السياسي الإقليمي وخطو خطوات صائبة نحو الحل، إلا أن المجموعة العصاباتية المستسلمة أعاقت ذلك وحالت دون تحقق تلك الخطوات، بقينا حينها وجهاً لوجهأ أمام أخطار كبيرة، كانت هناك ضمن المجموعة الخائنة بعض النساء لو أن تلك النساء كنّ باحثات عن الحرية الحقيقيية ولو امتلكن القليل من ضمير وأخلاق المرأة الكردية لكنّ أثرن على تلك المجموعة و ربما كنّ استطعن إعاقة تلك الخيانة ولكن على العكس تماماً لعبن دورهن بفاعلية وقامن بدفع تلك العملية الخيانية وأوصلنها إلى ذروتها، هناك أمثلة عديدة حول دور المرأة في المقاومة والخيانة ضمن الحركة الآبوجية والمثال الأكثر قرباً منّا هو خيانة ( ريزان و نوجين )، إن دورنا هام سواء لتعيين الحدث أو لإيجاد الحل، دورنا واضح في تعيين هذه المسائل ، ومن الآن فصاعداً يجب أن نجعل هذه الحقيقة كحلق في أذننا ولا نتقرب ببساطة ولا ننسى ذلك، لأن النسيان هي الخيانة نفسها.
لا أريد الإطالة لأنه يعقد كونفرانس الكوادر في شهر شباط في كل مكان، أعتقد أنكن ستسيّرون نقاشات موسّعة هناك وأثق أنكن ستناقشن ما أقوله الآن بشكل أفضل مني، أثق أنكم ستخططن وتتخذن القرارات، لكن وصيتي لتلك الكونفرانسات هي أن لا نخدع أنفسنا ولا نبحث عن اكتشاف قرارات جديدة ، هناك قرار واحد يجب أن نتخذه ، وهو : هل نعيش حسب هدف الحرية أم لا..؟ أو كما يسأل القائد: من هي المرأ ة الحرة..؟، وكيف تعيش ..؟، يجب أن نعطي أجوبة على هذه الاسئلة ونتخذ قرارات من القلب والعقل والضمير إن حصل ذلك فسيكون كافياً، بعد ذلك ستتوضح من كانت واضحةً في هدفها وقراراتها وسيُعرف كيف يجب أن تتحرك، كيف نناضل، وكيف نحارب، كيف ننظم أنفسنا ونبني أنفسنا، في هذا الإطار أتمنى من الكل ، الادارة ، القاعدة والرفاق القدامى والجدد بشكل عام أن يحولوا هذه الكونفرانسات إلى لهب لتنظيف القلوب والأدمغة ويتخذوا هذا القرار ولا يفكروا بشيء سوى التوجه نحو النضال والحرية ، ولا يشتكوا أي شيء ، ويتخذوا قرار النصر بشجاعة، والقدامى الذين لهم جهد وكدح فليتجاوزوا ( إنكار كل شيء ) NEHILIZM ويعرفوا قيمة أنفسهم ويجددوا عهدهم مع التنظيم والحرية، فلتخلص الرفيقات الجدد أنفسهن من وضعية اللاحل ويبتعدوا عن المسكنة لأن إمكاناتنا كثيرة في سبيل الحرية ، والأهم هو أن لا تتقاعسوا ولا تخافوا، ابحثوا ، تعلموا، وافهموا، وكي تفهموا وتتحولوا الى كادرات المستقبل تعلّموا من القائد آبو والمرأة ، وانظروا الى المرأة كقوة ، ولا تنتكسوا بسرعة، لا تتراجعوا عن خطواتكم .
كل واحدة منا كامرأة جاءت من المجتمع رمينا بأنفسنا في أحضان الجبال نبحث عن الحرية ضمن هذه الحياة، في المجتمع هناك الدعارة، الانتحار ، الزواج، الدراسة، وطرق عديدة أخرى لكننا بوعي أو بدون وعي لم نختر أياً من تلك الطرق بل فضّلنا الانضمام إلى هذه الحياة، من هنا يبدا التناقض، ومن المهم أن نجد حلاً لهذا التناقض، فعلى الرغم من كل هذه الحقائق هناك الخيانة والهرب وتحويل أنفسهن إلى تابعات لأحد الرجال أو يحاولن تحويله على تابع لهن تحت اسم الحب والعشق، كذلك الأمر هناك بعض الرفاق الذين يدّعون أنهم يبحثون في ماهية الحب وكيفيته، يقول البعض إن هذا ممنوع والأفضل ان يقوموا بكبح أنفسهم ويعملوا من أجل التنظيم، يهرب هؤلاء من هذا التناقض دوماً، منهن من يقلن أن لي مستوى رفيع وأستطيع العيش مع أحد الرجال وافتح في قلبي وخيالي مكاناً له وفي نفس الوقت أستطيع العمل من أجل الشعب والقائد والمرأة، مما لا شك فيه كل واحدة تعيش تناقضاتها، وكل واحدة تسير في طريق حسب وجهة نظرها، إنني ارى هذه الحالة كمشكلة أساسية، وكما يقول بعض الرفاق (( إن هذا الموضوع ظهر بعد مشروع الإصلاحات الاجتماعية ))، إلا أنني لا أقيم الوضع بهذا الشكل لأن هذه المشكلة هي مشكلة اجتماعية وإنسانية وفي النتيجة هي مشكلة إيديولوجية ضمننا، لو لم تتواجد هذه المشكلة في الشخصية من قبل لما أثر ذلك المشروع بهذا القدر وبسبب وجود المشكلة جعلها الخونة السيئو النية لوضعها على راس جدول أعمالهم، لذلك وقبل كل شيء يجب أن يتم فهم إيديولوجية وفلسفة القائد بشكل جيد ويتم رؤيتها كفلسفة للحب والعشق، لا يوجد في هذه الفلسفة التبعية والعبودية والتملّك والتمجيد، من الضروري أن تسيّر نقاشات قوية حول هذه النقطة ويتم اتخاذ القرار في أنفسنا وحان وقت الإختيار، إذا حققنا في هذه النقطة الانضمام للقائد وقبلنا إيديولوجيته مؤكد حينها أننا سننضم لها في النواحي والمواضيع الأخرى أيضاً، يقول القائد (( حربنا في معناها الحقيقي هي حرب الحب والعشق ))، أننا ككوادر سواء شباباً أو فتيات حين لا نستطيع الوصول إلى النتيجة التي نتوخّاها فذلك مرتبط مع هذه النقطة بالذات، أي أننا لا نناضل بعشق ولا نصبّ طاقاتنا في مجرى الهدف، ما تزال المحبة والعشق كصنم لا نعرف حقيقته في أعماقنا بعد، وربما أننا فهمناها كشيء ممنوع، أو أنها ظاهرة ستتم معايشتها بعد الثورة، تلك الآراء مخطئة واحدة واحدة ، حسب رأيّيِ ان الحب والعشق مخبئان في هذه الحياة ويمكنهما الظهور بإبداء النضال والكدح، ليس بالضروري أن تختار رجلاً أو امرأة وتحولينه أو تحولها إلى ملك لك كي تعيش بمحبة وعشق، لأنك تستطيع أن تحبه كانسان قبل كل شيء قبل أن نكون رجلاً أو امرأة كنّا بشرٌ وأطفال، لذلك فليكن حبنا وعشقنا نظيفاً كالإنسان والأطفال، لا تقيدوا المحبة ومشاعر العشق في أي شخص ولا تربطوه فيه ولا تأسروه، بالنسبة لي حيث ان بالنسبة لي البحث عن رجلٍ أو امرأة للعيش معه والتحدث إليه هي غفلة لأن الثورة الذهنية ومحبة الانسان لم ينجحا بعد، إن العلاقة الثنائية الضيقة تتجه نحو تعبيد العشق في النتيجة، لاأقول أنه لا يوجد الحب والعشق، بل إنه موجود ولكن يجب ان يعاش بشمولية وعموم الانسان ولا أستطيع أن لا أحب الكل هناك تلك المقاييس التي بينتها لمحبة رجل ما من غير الممكن أن أراها في شخص واحد بالإضافة لذلك إن ابواب الخيانة والاستسلام مفتوحة أمام كل واحد منّا أعتقد أن الجري وراء شخص واحد مهما كان هو غفلة سافرة ولا يعبر عن أي شيء سوى الخسارة وضياع الوقت، لذلك أقول أننا قبل أن نعشق أحد الرجال يجب أن نعشق الانسان والطبيعة والحياة.
حان الوقت لنتخذ قرار الانضمام إلى إيديولوجية القائد آبو من كل النواحي، لأن القلب الذي فيه مكان لرجلٍ واحدٍ أو امرأةٍ واحدةٍ من المستحيل أن يتسع لشعبٍ وقائدٍ، وإن حصل ذلك فلن يكون قوياً وسيتوقف ذلك الحب ذات يوم، صحيح أن الإنسان صاحب طبيعة التأثر بالطرف المقابل والتأثير عليه لا نستطيع إنكار ذلك، لكن المهم هنا هو فن الحرب أي عدم هروب الشخص من أحاسيسه، من جهة أخرى أن لا يستسلم لها ويهزم أمامها، إن حصل ذلك فستكون شخصية مستقرة وواثقة من نفسها تتطور يوماً بيوم مع تجديد نفسها، يجب ان لا تفهموني بشكل خاطئ بهذا الصدد ولا أريد أن تقولوا أن الرفيقة فيان كانت قد حللت نفسها وكانت إنسانة حرّة، لكن هناك حقيقة كون الانسان يحتاج للكفاح ولا يسمح لنفسه ان يكون صغيراً أو يتوجه نحو العبودية، أنا كامرأة أملك النواحي الرجعية التي تملكها كل النساء ، لكن ما جعلته أساساً لي هو أنني لم أسمح ان أهمل أحاسيسي، لكنني لم استسلم لها أبداً ، وإن شعرت يوماً أن أحد الرفاق ضمن نضالنا قد تأثّر بي وتسبب ذلك في ضعف نضاله وكفاحه حقدت حينها على نفسي وبدأت بمساءلة شخصي لأنني أعرف كامرأة وككردية أنني أستطيع أن أطوّر ثورياً لكن ليس لي الحق لإبعاده عن خدمة الثورة، وفي النهاية كامرأة، أقدّم نقدي الذاتي لقاء حقيقة القيادة والشعب وكل النساء الراغبات بالتحرر وتجاهكم رفيقاتي العزيزات كقوات حفتانين وكل رفيقات نضالي وأعتذر منكم إذا كنت قد جرحتكم يوماً، هنا أنهي هذا الفصل من رسالتي مع أمل انتصار ونجاح كونفرانس الكوادر وكل نضال المرأة، أحييكم من قلبي بأحاسيس أنثوية وأقبلكم واحدة واحدة.
27/ 1/ 2006
إلى كافة الشعب الكردي الوطني والمقاوم:
أثبت التاريخ أن الشعب الكردي شعب بطل وفدائي، بالرغم من سياسات التصفية والإنكار والتعريب والتتريك والتفريس ، ورغم كل النواقص التي يعيشها ما زال يحمي كيانه ووجوده ضد حملات الإزالة من صفحات التاريخ، إن الدول المهيمنة قالت له دوماً كي يكون تملك حق المواطنة والعيش كإنسان لا يمكنك إلا أن تكون إحدى السلالات العربية أو الفارسية، بحثت الدول العالمية الكبرى دائماً عن المكان والزمان والطرق المناسبة لاستخدام الشعب الكردي كأداة لوصولهم إلى مآربهم ومصالحهم، سعت الطبقة الكردية الحاكمة والعميلة دوماً لبيع الشعب الكردي الكادح والمتاجرة به في سبيل مصلحته الحزبية العائلية والشخصية الضيقة، إن الشعب الكردي في وضع لا مثيل له في العالم والتاريخ، إنه شعب يعيش العزلة والوحدة وينعت بالجماعة المذنبة و المخرّبة، هذا الوضع مستمر على مدى خمسة آلاف سنة، استطاع الشعب الكردي رغم الحروب والقتل والقمع والهجرة والآلام الكبرى حماية نفسه ووصل إلى القرن الواحد والعشرين.
تدّخل القائد آبو وحركة التحرر الكردستانية منذ ثلاثين سنة على هذا الوضع وجلب الشعب الكردي إلى مستوى نضالي بات لا يقبل فيه لنفسه بمجرد (حماية النفس والموت) كقدر لن يتغيّر، إن هذا الشعب يصرخ في كل أرجاء العالم ويحاول إنهاء هذه المأساة، يسعى للالتقاء بيدٍ راغبة بالحل والسلام، مع الأسف لم تجاوب الدول التي تُعرَفُ على أنها حامية لحقوق الإنسان ولا الدول المهيمنة على كردستان على هذه اليد المسالمة، بل فعلت الأكثر حيث ردّت عليها بالحرب والتعسّف وفرضت عليه الاستسلام والعبودية، إن هذا الوضع يستمر حتى الان باتفاقات جديدة كامتداد للمؤامرة الدولية، واسم هذه الاتفاقيات هو اتفاقات سلب الشرف الكردي وكسر إرادة الكردي المستقل، إنها لا تنكر الأكراد لكنها تتخذ من الحل بدون القائد و PKK أساساً لها، لذلك فإن هجماتهم على الأنصار ، والشعب المحتج، والقائد، ومن طرف آخر تضع الأكراد المطيعين لها في مركز مشروع الشرق الأوسط الكبير ويعدونهم بدولةٍ وكيانٍ مرتبط بهم وهذا التناقض ليس بالصدفة البتة.
على ما يبدو أن العام 2006 سيكون ساخناً، حيث أعلن العدو حرباً شاملة ويطبق ذلك رويداً رويداً، بناء عليه: علينا نحن الشعب الكردي أن نسّير حرباً متعددة الجوانب ، لن يكون عام 2006 عاماً للدفاع عن الذات فحسب بل أنه قد يكون عاماً نستهدف فيه توضيح القدر الكردي وخلق حلٍ للقضية إننا نملك في يدنا ضمانة النصر والنجاح بشرط أن يقوم كل واحد منّا بأعماله ووظائفه الملقاة على عاتقه ويشترك في حرب الدفاع عن إرادته وإرادة شعبه، لذلك فإن كل فرد كردي، كل مؤسسة وحزب، كل قرية ومدينة وقصبة ، كل بلدية، كل مثقف وشريحة تنعت نفسها بالانسانية والكردياتية عليها أن تكون صاحبة خريطة للعملياتية ( العملية )، من الضروري أن يكون هدف هذه الخريطة فقط وفقط النصر والحرية، من الان فصاعداً ليس الانسداد والهزيمة بل اننا قد نقرر مصيرنا عبر الدفاع الذاتي الجوهري في القرن الواحد والعشرين، علينا أن نحقق في المستقبل القريب ثلاثة أركان أساسية لهذه الخريطة في المستقبل القريب والبعيد ونوجه كل طاقاتنا وإمكاناتنا في هذا الطريق، الركن الأول هو: تحرك الشعب الكردي عموماً والمرأة الكردية على وجه الخصوص بشعار ( لا حياة بدون قائد ) في سبيل تحقيق حرية القائد والتحرك بكثافة وإخراج هذه الكلمة عن كونها مجرد شعار، لتحيق ذلك من الضروري أن تتحول كل أيامنا إلى 15 / شباط/ 99 ، حيث الحيوية والدفء وبشكل أكثر تنظيماً ووعياًً، لأن 15/ شباط / 99 كان يوماً مدهشاً بعد ان صعّد الشعب الكردي سرهلداناته حيث أثبت في ذلك اليوم أن القائد آبو حقيقة لا يمكن التنازل عنها، أنا متأكدة أن ردة الفعل الكردية ضد المؤامرة ستعود كما 15 شباط 99 ومن المؤكد أنها ستجلب تغيرات هامة في وضع القائد وسيحقق في فترة قصيرة أرضية لتحرره ، لأن روح المقاومة وشجاعة الشعب الكردي في 15 شباط 99 كانت روحاً هزّت العالم، بهذه المناسبة أنادي كل الشعب الكردي في الجهات الأربعة من العالم أن يحوّلوا 15 شباط من هذا العام الى بداية جديدة من نضالنا التحرري.
الركن الثاني هو نهج الدفاع المشروع دون استهداف نزف دماء الإنسانية، من الضروري أن تسيّر عمليات المقاومة، من الضروري أن يتوجه الشعب إلى الجبال مثل الأنصار ويقوموا في نفس الوقت بإستخدام حق الرد ولا تتركوا المهمة لـ HPG وحدها، المرأة والشباب الكردي يستطيعون لعب دورهم اليوم كما فعلوا ذلك البارحة، يستطيعون تجاوز إطار الدفاع البسيط ويستطيعون بسهولة القيام بعمليات كبيرة تماماً كنصير في الجبال، إن المصادر المعنوية والمادية للقوى التي تسيّر الحرب بالإضافة لمؤسسات الدولة هي التي تعمق الإنسداد وتقتل الأكراد، إن هذا اليوم هو يوم العمل والنضال، إن السكوت وضعف العمليات ستجلب لنا نتائج خطيرة لا نستحقها، هناك فرص للقيام بذلك حيث تعيش الدولة هزّة كبيرة ولا تمتلك قوة غالبة، لذلك فإننا لو نفذنا العمليات في إطار الدفاع الذاتي فإنه لا محال أن تتخذ الدولة من إيمرالي عنواناً للتخاطب والحوار وتمد يد السلام نحو الاكراد، إن حصل ذلك فإن أملنا ورغبتنا نحن النساء والشباب الكرد في السلام سيكون ذو معنىً كبيراً لأن السلام يتطلب جهوداً عظيمة وبدائل كبيرة ويجب ان نبدأ.
في خريطة عمليات الشعب الركن الثالث هو تطوير وتنظيم نظام الكونفدرالية الديمقراطية الكردستانية، ً كان للقائد انتقاداته بهذا الخصوص دائماً حيث أظهر بطء وتأخّر المؤسسات والتنظيمات المسؤولة، من المقاييس الأساسية للرد على حقيقة الشهداء وتبنّي جهود شعبنا على مدى سنوات طويلة وإثبات ارتباطنا بالقائد آبو هو إصرارنا على بناء نظام الكونفدرالية، لأن الكونفدرالية الديمقراطية هو نهج الحل الديمقراطي ونظام للإدارة الذاتية للشعب الكردي، إذا تم استيعاب هذا النظام جيداً وتم تنظيمه من جميع النواحي لن نحتاج حينها إلى الدولة بأي شكل من الأشكال ، إن اكتساب حقوق اللغة والثقافة والهوية سننتظرها من أنفسنا وليس من الدولة، يتطلب ذلك انضماماً متعدد الجوانب من النواحي السياسية والعسكرية والتنظيمية والنواحي الأخرى، حينها أنا متأكدة أنها ستولد من جديد شمس حرية الأكراد، كما استطعنا تطوير مرحلة انبعاث الشعب الكردي في الماضي، سنستطيع عبر جهودنا وإصرارنا إنجاح مرحلة الحل الديمقراطي وإنهاء مآسينا الوطنية.
أنا كابنة لكم سعياً مني للمشاركة والانضمام إلى عملياتكم ورد ديونكم التي تستحقونها عليّ يا شعبي العزيز والمضحي،من قمم جبال كردستان المقدسة أحطّم المصاعب والعوائق التي رسمها العدو بين الشعب والأنصار أحطّم البرد القارص للشتاء عبر عملية نارية لأعبر بها لكم عن ارتباط وصدق الأنصار ولأوجه لكم البشرى والرسالة أننا وبالرغم من كل نواقصنا فأننا مستعدون لنضحي بأنفسنا لطالما بقي فينا ذرة من فكر وروح PKK تماماً مثل سما وسردار آري، إن معايشة النصر في حياة مسالمة ليس ببعيد، وحتى لو كان بعيداً فلن يستطيع الوقت كسر وتحطيم إيماننا وعزيمتنا في النضال ، في النهاية أقول لكم كم أنا سعيدة أنني ابنة شعب مثلكم.
إلى الشعب الكردي في شمال كردستان
كنت أتحسر أن أنزل من جبال شمال كردستان نحو حرارة انتفاضتكم، كل أملي هو أن تعيشوا بحرية وضمن جو من السلام مع لغتكم وهويتكم وثقافتكم الوطنية، قد لا أرى ذلك اليوم لكنني أؤمن بذلك اليوم وأحس به من الآن، وليس هاماً أن نرى ذلك بشرط أن نرى أولئك الأطفال حين يرمون الحجارة بأياديهم الصغيرة على تلك الكوابيس التي تزعج أحلامهم وخيالاتهم الملوّنة وتعتم مستقبلهم، القائد آبو قريب منكم أنتم محظوظون جداً، لكنني أعرف أن حملكم ثقيل جداً، لأن القائد ليس قائدٌ لشعب فقط بل هو أمانة الإنسانية والتاريخ، وهذا ما يصعّب طريق تحريره هذا هو سبب استمرارية تضحياتكم ، أبارككم مع تقديمي لكم لنقدي الذاتي، آمل من الآن نجاح حملة الرفراندوم الديمقراطي لجمع التواقيع وانتهائها بمرحلة الحل، في النهاية أنادي شعبي العزيز للتجمع والالتفاف حول القائد آبو ومؤسساته، ولا تتخذوا أي شخص أو جماعة أو تنظيم مصاب بالياس كعائق أمام نضالكم، ولتكون عيونكم متوجه دوماُ نحو النصر .
إلى الشعب الكردي في جنوب كردستان
بدايةً كفتاة كريلا أبعث بسلامي واحترامي ومحبتي لكم من جبال كردستان الشماء ، وفي نفس الوقت أهنئكم للإنجازات والانتصارات التاريخية التي تحققت اليوم في جنوب كردستان وأنا سعيدة لذلك من كل قلبي حيث أنها من نتاج الآلاف من الشهداء وجهود وكفاح شعبنا على مدى مئات السنين، إن التطورات التي يشهدها جنوب كردستان في هذا اليوم والتي تسعدكم كشعب وطني تحققت ببدائل عظيمة ومقدسة كحلبجة والأنفال والهجرة والمجازر، لذلك فإن حماية وصون إرادة الشعب الكردي في مرحلة التحول الديمقراطي في العراق وبناء نظام جديد للدولة هو واجب كل كردي شريف ومعاداة ذلك نابعة من سوء النوايا، في هذا الخصوص إن أهم النقاط هي حماية الشعب الكردي لإنجازاته تلك وذلك بحساسية ويقظة كبيرة، وما تزال المخاطر والتهديدات والتآمرات التي يسيّرها العدو ضد الشعب الكردي مستمرة حتى الآن في كردستان وكامل المنطقة ، يحتاج الوضع لإتخاذ موقف شامل.
إن دول الغرب بشكل عام وأمريكا على وجه الخصوص رغم أنها بنفسها تسببت في خلق المشكلة الكردية يتمرجلون اليوم على جهود شعبنا ودماء شهداءنا دون خجل، يظهرون أنفسهم كأصحاب وآباءٍ تلك الإنجازات التاريخية في كردستان ويسعون لتحويل جنوب كردستان إلى قلعة لحماية مصالحهم في الشرق الأوسط، وإلى الآن ما زالوا يجرون خلف الحيل التي يهدفون من خلالها إيجاد المكان والوقت المناسبين لاستخدام شعب الجنوب ضد سوريا وتركيا وإيران، من ناحية أخرى وكي لا يتجاوز الكرد حدودهم ويبقوا تحت سيطرتهم وتحكمهم يحاولون لتحويل جنوب كردستان إلى فخ لأكراد الأجزاء الأخرى من كردستان، إنهم يعتقلون القائد ويضيفون PKK إلى قائمة الإرهاب ، ومن جهة أخرى يقبلون زعماء أحزاب الجنوب ويقبلون فدرالية الأكراد هناك وذلك ليس بصدفة، يجب أن نرى ذلك جيداً وعلى شعب الجنوب أن لا يقبل هذا الوضع.
إن كل من دول تركيا وسوريا وإيران يسعون دائماً لإزالة تجربة الجنوب من الوجود ولا يتراجعون عن سياستهم في المعارضة والعداوة ضد الأكراد، إن القوى الكردية المهيمنة وبالأخص الطبقة الحاكمة تتقرب حسب مصالحها الحزبية والعائلية تحت اسم السياسة والكردياتية ويضعون قناعاً على وجوههم ويتاجرون بدماء الشعب، في مرحلة حساسة وهامة كهذه حيث يتم النقاش على حل القضية الكردية بالطرق السياسية في الاجزاء الأربعة من كردستان وخاصة في الشمال، يأتي مام جلال ويقول لكلٍ من أمريكا وتركيا (( فليسكتوا آبو )) إن هذا عيب كبير ويجب أن لا يقبل الشعب بذلك ، عيب على الأكراد من الآن فصاعداً أن ينصبوا الأفخاخ لبعضهم الآخر ، لأن ضعف أكراد أي جزء هو ضعف لأكراد كل كردستان كما أن حل القضية مرتبط ببعضها كالتحام اللحم والعظم، وبشكل خاص فإن القضية الكردية إن لم تحل في الجزء الأكبر أي شمال كردستان فمن غير الممكن أن يعيش أكراد الأجزاء الأخرى بحرية وشرف، أنادي كافة شعب جنوب كردستان لكسر الصمت واللامسؤولية بصدد ثورة شمال كردستان لأن الصمت هو سبب للموت إنها ولادة ميتة للإرادة والانجازات الجديدة في الجنوب ولن تطول كثيراً إن بقي الوضع على هذا الحال، فلتصوّت كل النساء والشباب والأطفال والشيوخ والمثقفين للرفراندوم الديمقراطي للقائد آبو وقبوله إرادة سياسية للأكراد، ساندوا احتجاجات وعمليات الشعب في الأجزاء الأربعة بكل قوتكم وقدراتكم، وفي هذا الخصوص أنا أؤمن بروح مقاومة شعبي لأن شعب الجنوب هو شعب مضحي ، شعب حلبجة وانتفاضة الحرية.
أنا كإحدى بناتكم بات لي ما يقارب العشرة سنين في جبال كردستان أناضل في سبيل حرية الشعب الكردي والمرأة الكردية، مستندةً في قوتي على ثقافة المقاومة التي اكتسبتها منكم، والوعي والإرادة التي أكتسبتها من القائد آبو و PKK وحركة تحرر المرأة الكردية، كل محاولاتي وآمالي وأهدافي هي حرية الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة ودمقرطة وحرية الذهنية في جنوب كردستان، وإنهاء الانتحار والانسداد وعبودية المرأة وهروب الشباب من وطنهم وجميع المشاكل الاجتماعية الأخرى كل هذه الأمور هي رغباتي وأمنياتي، بناء عليه وفي هذا اليوم أسعى للتعبير عن أهدافي هذه عبر عمليتي وأوجه لكم رسالتي أنتم الناس الطيبون، عمليتي هذه ليست كانتحار تلك االنساء اللاتي يقتلن أنفسهن ياساً وحزناً، بل هي عملية في طريق عشق الحياة وتطوير الحرية، هي استمرار لثقافة المقاومة التي اتبعتها النساء أمثال ليلى قاسم زيلان وسما يوجا، كم أنا سعيدة لو أن رسالتي هذه تصل إلى آذان شعبي وكل النساء الكرديات بشكل يكسبهم بعض القوة ويخلق تحركاً جديداً ضمن صفوف شعب جنوب كردستان، في النهاية كامرأة كادرة من جنوب كردستان أعتذر منكم واقدم نقدي الذاتي كوني لم أقم بمهمة القدوة بالشكل المطلوب وكوني لم أعرفكم بالقائد آبو وإيديولوجية تحرر المرأة التي هي إيديولوجية ثورة تحرر الجنوب، مع تحياتي واحترامي .
عاش القائد آبو
عاش PKK و PAJK
عاش KJB و KKK
عاش HPG و YJA STAR
عاش جميع شهداءنا في طريق الحرية
الموت للخيانة و المؤامرة الدولية
الموت لكل أشكال الهيمنة والرجعية
1/ شباط/ 2006-02-10
إلى عائلتي العزيزة
في البداية أبعث سلامي إلى أمي، أبي وأخواتي وأخواني، كل أقاربي وأصدقائي، أقبل عيونكم واحداً واحداً وأتمنى لكم الصحة والسلامة.
أعزائي:
بات ما يقارب العشرة سنوات وأنا لم أرسل لكم رسالة بعد، ذلك بسبب ظروف النضال وقليلاً ماسببه غضبي منكم، في بداية التحاقي بحركة التحرر الكردية وحركة تحرر المرأة بقيادة PKK والقائد آبو لم نفهم بعضنا أنا وأنتم بشكل جيد، و تسبب كلٌ منّا بغضبنا وانزعاجنا من الآخر، بعد عشرة سنوات أتمنى أن تفهموا وتستوعبوا الطريق الذي يحوي آلاف الشباب والشابات الكرد الذين يناضلون، سواء كان برغبتكم أو لم يكن فإنكم بتّم عائلة الثورة ولا يليق بكم أن تغلقوا أبوابكم وقلوبكم في وجه الرفاق تغلقونها في وجه أهداف ابنتكم والملايين من البشر الذين يعشقون هذه الحركة، إنكم أشخاص ذوو احترام ومستوى اجتماعي، أكرادٌ ذوو تاريخ حلبجة ، الأنفال ، تضحياتكم شاهد على ميولكم الوطنية، إنكم ذلك الشعب الذي له فلسفة نضالية مبنية على حقيقة (( الأسد أسد سواء كان رجلاً أو امرأة )) شير شيره جى زنه جى ميره ، أتمنى أن لا تروا إرادة المرأة في توضيح قدر شعبها مثل إنسان كعيب ودمغة شرف، لا تتبعوا من الآن فصاعداً تلك المقاييس والتقاليد الرجعية للمجتمع واعترفوا بوجود المرأة كإنسانة، لأن الاعتراف بإنسانية وإرادة المرأة تعني إنسانية الشعب والمجتمع إن لم تعترفوا بذلك فستعيشون نصف حقيقة هذه الحياة وحدها، حان الوقت كي تقرروا وتتبنّوا الإنسانية وتاريخ مقاومة شعبكم البطولية، وقولوا ككل كردي شريف : نحن موجودون ، ونخدم حسب قوتنا وإمكاناتنا. عندما انقطعتُ عنكم كنت في الخامسة عشرة من عمري وأنا الآن في الرابعة والعشرين أرجو منكم أن تفكروا بشكل موضوعي وتسألوا ماذا تفعل هذه الفتاة حتى الآن..؟ وكيف وفي سبيل أي شيء تعمل..؟، ألم تستطع أو ترغب كآواز وخالد والعشرات من الآخرين العودة وإيجاد أسباب العيش لنفسها ..؟ ، بعد العملية دعوا الرفاق يأتون الى بيتكم وأنتم أيضاً قوموا بزيارتهم، واسالوا عن حياتي وحياة الرفاق وتابعوا تلفزيون روج وراديو مزوبوتاميا واقرأوا كتب القائد، حينها ستفهمون ابنتكم وتعرفون معنى بقائي في هذه الحياة، لا أقول افعلوا هذا وذاك، ضعوا أيديكم على ضمائركم وقرروا بأنفسكم، سأقول بخصوص شخصي أمراً واحداً وهو أنني لم أفكر يوماً بالخيانة أو الندم طوال هذه السنوات التسعة ، تعلمت الكثير من PKK وأنا سعيدة وفخورة جداً جداً ، من الأمور الهامة التي تعلمتها هي المحبة الحقيقية للأم والأب والأخوات والأخوة وكل الإنسانية، لفترة معينة كنت غاضبة منكم جداً وكنت أسال نفسي لماذا لا يفهمونني بشكل صحيح ويرون PKK كقوة خارجية عنهم، مع مرور الوقت اقتنعت أنكم لستم وحدكم المذنبون ، قد تكون ميولكم الحالية نتيجة للكثير من المشاكل السياسية والعقليات الرجعية التي عمرها مئات السنين، لذلك أنا الأخرى مذنبة في وضعكم كوني لم أستطع خلق تلك الظروف التي أستطيع أن أتحاور فيها معكم، في هذه النقطة أعتذر منكم وأقول أنكم كعائلة وكأكراد تكمنون في قلبي وعقلي، إنني مستعدة للتضحية بروحي في سبيل بناء حياة مشرّفة، إن ردّي على حسناتكم لي لم تكن بالخيانة لدماء الشهداء على العكس فقد تبنّيتهم وساضحي بروحي، إن العملية التي سأنفذها هي ردٌّ على سياسة التصفية المتبعة ضد الشعب الكردي وعلى العزلة التي يعيشها القائد آبو، لو أنني أملك أغلى من روحي لكنت ضحيت به في سبيل حرية شعبي وحرية المرأة الكردية ضد الظلم والعنف والاستغلال، إنني أجد تضحية فتاة مثلي بروحها أمراً قليلاً في وقت يتوجه فيه الشعب الكردي نحو الحرية وينتفض في كل مكان وأنا كالعديد من الرفاق الآخرين أرى نفسي مدينة للشعب الكردي والنساء المتعذبات المظلومات، كنت أحب أن أكتب لكم الكثير وأوجه لكل واحد منكم رسالة إلا أنه لم يبق لي سوى ساعات قليلة لتنفيذ عمليتي ، بسبب ضيق الوقت لن أستطيع أن أكتب لكم المزيد لأنني أملك من الأخوة والأخوات والأهل أمثالكم وحتى أكثر منكم وعليّ أن أذكر لهم عهدي وكلمتي، في النهاية أريد أن أقول: إذا كنتم تحبون بعضكم بشكل صادق فأرجو أن تعرفوا هدفي وطريقي بالشكل الصحيح لأنني عشت من أجلها ومن أجلها سأقوم بالتخطيط لعملية استشهادي ، وصيتي هي أن تعود ( آواز ) لتحمل سلاحي وتعود من جديد إلى أحضان جبال كردستان الحرة، لأنني أحبها جداً وهي تستحق أن تعيش بين رفاق دربها، كذلك الأمر اسمحوا بتعرّف الفتيات والشباب الآخرين على أنفسهم ومستقبلهم ليكونوا أصحاباًَ لإرادتهم، في النهاية أبعث بسلامي واحترامي ومحبتي لكم جميعاً وأتمنى لكم السعادة والهناء.
مع تحياتي واحترامي -إبنتكم الكريلا ليلى والي حسين - باسم فيان
1/ شباط / 2006 ليلة تنفيذ العملية