إلى الإعلام والرأي العام! 

في الخامس من شهر كانون الثاني من العام الجاري التحقت رفيقتنا هيفي شرزان كوجر بقافلة الشهداء نتيجة حادثة في مناطق الدفاع المشروع

على هذا الطريق كرّست وجودها بالكامل لنضال شعبنا من أجل الحرية وأظهرت التزاماً لا يتزعزع وغير أناني بلا تردد، استشهاد رفيقتنا آلمنا كثيراً، لقد ناضلت رفيقتنا طوال حياتها من أجل أهداف مقدسة ومشاعر جميلة، نتعهد لرفيقتنا بتحقيق أهدافها وأحلامها، وكأحد أفراد عائلة بدوية (كوجر)، كانت رفيقتنا هيفي تعتبر نفسها دائماً منتمية إلى الجبال، هذه الجبال تحوّلت إلى مكان للحياة الحرة وكانت دائماً مصدر إعجاب مقاتلي الكريلا، لذلك عندما حان وقتها، توجهت إلى الجبال دون تردد وبحماس كبير، لقد وحّدت خصائصها الطبيعية والبسيطة والبدوية مع الفلسفة الآبوجية وخلقت تطوراً تاريخياً في شخصيتها، أصبحت رفيقتنا واحدة من أبرز الأمثلة على المرأة التي تناضل من أجل الحرية، لقد كانت رفيقتنا هيفي تهدف إلى تمثيل معايير الحياة الحرة لحزبنا حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب الحياة الحرة الكردستاني (PAJK) في شخصيتها وأن تعيش حياة تتوافق مع هذا الهدف، وفي هذا الصدد، أصبحت مناضلة آبوجية بانضمامها الجاد وجهدها ومشاركتها الصادقة، أصبح انضمام رفيقتنا هيفي احتياجاً لكافة أجزاء كردستان من اجل حرية شعبنا، بواقعها ووفقاً لذلك، وحدت طبيعتها مع أقوالها، حطمت اغلال العبودية للمرأة، وأصبحت مقاتلة للحرية على المستوى الوطني.

بداية نعزي عائلتها الغالية التي ربّت ابنة طاهرة ونقية وصادقة وفدائية مثل رفيقتنا هيفي، كما نعزي كافة أفراد عشيرة دديري والشعب الكردستاني الوطني، ونجدد عهدنا أن نواصل نضال شهدائنا الأبطال بلا انقطاع.

المعلومات المفصلة عن هوية الرفيقة هيفي شرزان كوجر:

 هيفي شرزان كوجر – شيلان جتين كايا

عشيرة دديري هي من أقدم العشائر في كردستان، وقد حافظت على تقاليدها البدوية التي تمثل الحالة الأكثر طبيعية ونقاء الثقافة الكردية حتى يومنا هذا، ولعبت دوراً هاماً في الحفاظ على الهوية الأصيلة لشعبنا، لقد أصبحت أرضية مشروعة للغة الكردية والثقافة العريقة لكيلا تتدهور وتنتقل من جيل إلى جيل، ومن أجل نضال شعبنا في الوجود، ولذلك فقد اكتسبت بفضل عملها الجاد مكانة قيمة في تاريخ شعبنا، وعندما امتد نضالنا من بوطان إلى كافة جبال كردستان، تواصل مقاتلو الكريلا في البداية مع عشيرة دديري، لقد دعمت عشيرة دديري مقاتلو الحرية بكل إخلاص ودفء، وقدمت مساهمات كبيرة في مساعدة الكريلا في الحصول على مواقع استراتيجية، يقاتل الكريلا بروح التضحية بالنفس من أجل حرية شعبنا ويمثلون القيم المتأصلة لشعبنا في حياتهم، إن عشيرتنا العريقة تتأثر بهذا الأمر وتضم أبنائها الأعزاء في نضال شعبنا من أجل الحرية، عشيرتنا العزيزة تعلم أن الحرية لا تأتي دون تضحيات، فهي تأخذ التضحيات بعين الاعتبار وتصبح أحد أقوى ممثلي وطنية كردستان، العديد من رفاقنا وقادتنا الأعزاء، مثل الشهيد دوغان زنار، عبد السلام أرسلان، والشهيدة سما كوجر، روشن آشكارا، والشهيدة بيريتان كوجر، وبيريتان جتين كايا، كانوا من عشيرتنا دديري، هؤلاء الرفاق والقادة من جهة تركوا بصمتهم على نضالنا من أجل الحرية بحياتهم ونضالهم، زكم جهة أخرى وأصبحوا خالدين وأصحاب حياة بلا نهاية في قلوب شعبنا.

وُلِدت رفيقتنا هيفي في إيله (باطمان) لعائلة من قبيلة دديري، التي تتمتع بتقاليد وطنية، وبما أن العائلة تعيش ثقافة بدوية، فإن الرفيقة هيفي كبرت أيضاً مرتبطة مع طبيعتها، درست في مدارس العدو لفترة، على الرغم من ذلك، وبفضل ثقافتها الكردية ووطنيتها القوية، لم تتأثر كثيراً بسياسات الاستيعاب للعدو، وحافظت على شخصيتها النقية والطبيعية، وفي الوقت نفسه، ولأنها كانت تعيش في مدينة مثل أيلة حيث ثقافة المقاومة قوية، كانت تواجه دائماً النضال، لأن العديد من الأشخاص في محيطها انضموا إلى صفوف الحرية وارتقوا شهداء، لقد تأثرت رفيقتنا هيفي بشدة وبدأت بحثها، شعرت رفيقتنا، ككل شابة كردية، بضغوط وقمع العدو على كردستان في كل لحظة، وأدركت أن مثل هذه الحياة لا معنى لها، كانت رفيقتنا تدرك أن حماية القيم الإنسانية أمر مستحيل في حياة تواجه تهديد الإبادة الجماعية وقمع العدو، ولم تقبل بذلك أبدًا، بل تعمّقت في بحثها، لقد اعتبرت رفيقتنا هيفي نفسها دائماً مدينة بتحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو التي هي مصدر للحياة الحرة، وعلى هذا الأساس، لم تجد صعوبة في تحديد خط النضال، ولهذا السبب فإن رفيقتنا كامرأة، لم ترغب في أن تكون عبدة للدولة والرجل المسيطر، وعلى هذا الأساس توجهت مثل آلاف الفتيات إلى جبال كردستان واتخذت خيارها من أجل حياة حرة.

انضمت رفيقتنا هيفي إلى صفوف الكريلا في عام 2017 وتلقت تدريبها الأولي في بوطان، لقد جعلت رفيقتنا التدريب الذي تلقته في بوطان أساساً لحياتها كلها ووصفت الكريلا الذين التقت بهم هنام بأنهم رفاق الحقيقة واتخذتهم قدوة لها، ولهذا السبب، كانت تشعر طيلة حياتها النضالية باللحظات الثمينة في هذا المكان، وأصبح هذا هو السبب الأقوى لنمو نضالها، ومن ثم، ومن أجل مواصلة تعليمها ومواصلة النضال من أجل الحرية بكل قوة، ذهبت رفيقتنا هيفي إلى مناطق الدفاع المشروع وشاركت في التدريبات الأكاديمية هناك، رفيقنا التي تأقلمت مع حياة الكريلا في وقت قصير من خلال التدريب الذي تلقته، اكتسبت احترام رفاقها بانضمامها الصادق والصحيح، رفيقتنا التي انضمت إلى صفوف الكريلا بطريقة واعية، حاولت أن تتقدم من كل النواحي وفي كل لحظة، عاشت تفاصيل عميقة، خاصة في مجال متطلبات مرحلة الحرب الصعبة.

ثم دخلت رفيقتنا إلى المناطق لممارسة عملها على أرض الواقع، كما بذلت جهوداً كبيرة في تطبيق ما تلقته من تدريبات، لقد أثّرت رفيقتنا على رفاقها في النضال بمشاركتها وموقفها الحماسي والأخلاقي والصادق، باعتباره وكإحدى مقاتلات وحدات المرأة الحرة (YJA Star) كانت قادرة على أداء جميع واجباتها ومسؤولياتها بنجاح، رفيقتنا التي أدركت أن التعليم هو جزء من كل لحظة من الحياة داخل صفوف حزب العمال الكردستاني، أرادت على وجه التحديد أن تثقف نفسها في فلسفة القائد آبو وتمثل مبادئ تحرير المرأة في شخصها، ومن خلال جهودها في هذا الاتجاه، وقعت في حب نضالها من أجل الحرية، ومن خلال التزامها الثابت، أصبحت مقاتلة رئيسية في حزب العمال الكردستاني - حزب الحياة الحرة الكردستاني.

تميزت رفيقتنا هيفي التي قاتلت في العديد من مناطق الدفاع المشروع، باخلاصها وتصميمها على أداء واجباتها ومسؤولياتها، رغم بعض الصعوبات والمتاعب الجسدية، لم تتخلى رفيقتنا أبداً عن النضال وحاولت دائماً تصعيد نضالها، وبفضل خصائصها هذه، أصبحت رفيقتنا مناضلة يمكن لجميع رفاقها أن يتخذوها قدوة لهم، لقد احتلت رفيقتنا بمشاركتها الصادقة والنقية والطبيعية والمتواضعة ورفاقيتها القوية، مكانة لا تنسى في قلوب جميع رفاقها، نشعر بألم عميق باستشهاد رفيقتنا هيفي، والذي حدث نتيجة حادث مؤسف، نتعهد بتحقيق أحلام الرفيقة هيفي التي لم تكتمل، ونجدد مرةً أخرى عهدنا لجميع شهدائنا في شخص رفيقتنا، بضمان حرية القائد وكردستان.

17 فبراير/شباط 2025

المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي